د.أسامة الغزالى حرب
أصدر الرئيس عدلى منصور قانونا يعاقب بالحبس والغرامة على جريمة «إهانة العلم» والسلام الجمهورى .. فى الواقع أننى لم أكن أعلم أنه لا يوجد قانون يجرم هذين الفعلين حتى الآن ..
ولذلك فإن صدوره يعتبر أمرا حميدا، خاصة أن مصر تخلصت لتوها من حكم قوى سياسية لا تهتم كثيرا بتلك الرموز، بل وشهدنا فى البرلمان نائبا رفض النهوض احتراما للسلام الجمهورى.
غير أن ما لفت نظرى كان فقرة فى المقال الأسبوعى للكاتب والأديب علاء الأسوانى (المصرى اليوم 2/6) يستنكر فيها صدور هذا القانون قائلا .. «هل يحتاج المصريون إلى قانون لكى يحبوا بلادهم، وهل يحب الإنسان بلاده خوفا من الغرامة»؟! غير أننى قبل أن أعلق على هذه العبارة أود أن أعبر عن استيائى وقلقى الشديد من الحملة البذيئة التى تعرض لها الأسوانى نتيجة نقده للحملة الانتخابية للمشير السيسى. إننى كنت ومازلت مؤيدا وداعما لانتخاب المشير السيسى لرئاسة الجمهورية، وأتوقع خيرا على يديه إن شاء الله. ولكننى بنفس القوة أدين أى قمع للأراء المعارضة. إن مصر اليوم، مصر ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو تختلف جذريا عن مصر ما قبلهما، ولا يمكن إلا أن تكون بلدا ديمقراطيا حقيقيا. وإذا لم يمكن لكاتب فى مكانة الأسوانى أن يعبر عن رأيه .. فمن إذن سوف يمكنه ذلك؟!!
أما فيما يتعلق بقانون احترام العلم والسلام الجمهورى، فإننى أحب أن أذكر للأسوانى أنه قانون تعرفه كثير من الديمقراطيات فى العالم. ففى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر الاهانة (العلنية) لعلم الولايات المتحدة، بل ولأعلام الولايات جريمة يعاقب عليها القانون.وبالمصادفة، فقد ذكرت الانباء أمس فقط أن البوليس الهندى فى ولاية ماهاراشتا احتجز النجم السينمائى الهندى الشهير «شاهروخ خان» بتهمة إهانة العلم، بناء على شكوى رئيس أحد الأحزاب الهندية، الذى قال إن النجم الشهير سخر من العلم وألوانه الثلاثة.
ولا يعنى هذا أن المصريين يحتاجون إلى قانون لكى يحبوا بلادهم، ولكنه يحافظ على رموز وطنية يعتبر احترامها جزءا من الشعور بالمواطنة والإنتماء للوطن.