د.أسامة الغزالي حرب
فى صباح الثلاثاء الماضى (4/11) شرفت برئاسة الجلسة الأخيرة لمؤتمر إطلاق تقرير "التنمية الإنسانية العربية فى القرن الحادى و العشرين" الذى عقد فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بمقرها بميدان التحرير، وهو التقرير الذى حرره و أشرف على إعداده أ.د. بهجت قرنى الأستاذ البارز للعلاقات الدولية والاقتصاد السياسى بالجامعة الأمريكية، و مدير"منتدى الجامعة".
لقد اتى هذا التقرير فى الذكرى العاشرة لإصدار التقرير الأول من تلك السلسلة برعاية يرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ، والتى كانت تصدر فى لغتها العربية تحت عنوان "التنمية البشرية" الذى تحول-على يد د.نادر فرجانى -إلى التنمية "الإنسانية". ولا شك أن هذا التقرير- شأنه شأن سابقيه- هو وثيقة بالغة الأهمية، تستحق أفضل بكثير من مجرد الاحتفال بإصدارها فى بعض المنتديات الأكاديمية، بل و الأجنبية غالبا!، كما يحدث فعليا للأسف. ففى هذا التقرير الذى صدر منذ أسابيع بعنوان فرعى هو"أولويات التمكين" نقرأ الموضوعات الآتية: - "من قانون الحاكم إلى حكم القانون"، " تحويل الإعلام من أداة للحكام إلى أداة للتمكين" و"مكافحة الفساد كأولوية للتنمية" و "إنهاء الفقر المدقع" و"منهج جديد لإدارة الصراعات" و"الانتقال للحضر، وتغير المناخ و البيئة" و "دور التعليم فى تنمية الفرد و التنمية المستدامة" و"تكوين القيادات الدينية وتأثير الأئمة المستنيرين" وأخيرا "آلام المخاض فى التحول من السلطوية: ربيع التمكين فى العالم العربى"، و هى كلها موضوعات شارك فى كتابتها نخبة من أفضل الباحثين فى مجالاتهم. إنه جهد عظيم بلا شك، يتناول بالتشريح العلمى الجاد كافة نواحى حياتنا، فهل من المنطقى أن يظل مجرد تقرير او كتاب يطبع ليوضع- بعد الاحتفال به!- على أرفف المكتبات؟ إننى أدعو الحكومة بوزاراتها وهيئاتها المختلفة، وأدعو الأحزاب السياسية، وأدعو قوى المجتمع المدنى لأن تتدارس هذه التقارير الجادة، ليس فقط للتعرف على واقع مجتمعنا، وواقع المجتمعات العربية كلها، وإنما الأهم ان تضع استراتيجياتها وسياساتها للتغيير على اسس علمية وموضوعية سليمة.