د.أسامة الغزالي حرب
اليوم هو أول أبريل، موعد صدور العدد الجديد من مجلة «السياسة الدولية» الذى يحمل رقم 200 والذى يفترض أن يكون بالأسواق اليوم أو غدا.
نعم، مائتا عدد من هذه «الدورية» المصرية العربية الأولى المتخصصة فى العلاقات الدولية و السياسة الدولية، منذ أن صدر عددها الأول فى يوليو عام 1965. إن مجرد صدور واستمرار مجلة متخصصة من هذا النوع لخمسين عاما متواصلة هو أمر جدير بأن تفخر به مؤسسة الأهرام، وتفخر به أسرة تحريرها التى يرأسها حاليا الزميل العزيز د. وحيد عبد المجيد. لقد أنشئت السياسة الدولية قبل نصف قرن بقرار من استاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، الذى اختار- بذكائه المعهود- الدكتور بطرس بطرس غالى استاذ العلوم السياسية الشاب فى ذلك الوقت لرئاسة تحريرها، ومعه استاذنا الراحل الجليل د. عبد الملك عودة لتكون- فى آن واحد- مجلة متخصصة فى العلاقات الدولية، ومتاحة فى الوقت نفسه للقارئ العادى. وقد استمرت رئاسة تحرير د. بطرس ستة و ثلاثين عاما متواصلة ولم يتركها إلا فى آخر عام 1991 مع تعيينه أمينا عاما للأمم المتحدة، فطلب من الأستاذ إبراهيم نافع أن أخلفه فى رئاسة تحريرها، لأمضى بدورى عشرين عاما من عمرى الوظيفى بالأهرام رئيسا لتحرير السياسة الدولية. وطوال هذه الفترة الممتدة رسخت «السياسة الدولية» مكانتها كأهم دورية للعلاقات الدولية فى العالم العربى، وإحدى الدوريات الرئيسة فى ذلك المجال خارج الولايات المتحدة و أوروبا الغربية.وجذبت السياسة الدولية للكتابة فيها أفضل اساتذة العلاقات الدولية فى مصر والوطن العربى، وغطت بعمق وموضوعية كل التطورات الحاسمة التى شهدها العالم بشكل عام، والوطن العربى بشكل خاص، وصارت المرجع الأول تقريبا للدبلوماسيين والمحللين وطلاب العلوم السياسية والاستراتيجية، فضلا عن أنها كانت- ولاتزال- المرجع الأول لكل الذين يؤهلون أنفسهم للعمل بالسلك الدبلوماسى. إننى اوصيك أيها القارئ الكريم أن تشترى اليوم السياسة الدولية، إن لم تكن قد اشتريتها من قبل، وأنا واثق أنك سوف تستمر فى شرائها بعد ذلك، كل ثلاثة أشهر! تحية لمجلة السياسة الدولية، بمناسبة اليوبيل الذهبى لها: 1965- 2015.