د.أسامة الغزالي حرب
بالمصادفة البحتة وحدها شاهدت فى التليفزيون بعضا من وقائع لقاء «المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية» مع مجموعة من مشايخ و عواقل (أى حكماء، جمع عاقل) مدينة رفح. واعترف أننى لم أكن أعرف «المجلس التخصصى» قبل ذلك ولكن لفت نظرى فيما شاهدته وجود د. عزة هيكل التى أعرفها جيدا وأقدر كثيرا وعيها و ثقافتها و استنارتها كأستاذة جامعية مرموقة، و كاتبة ومدافعة صلبة عن حقوق المرأة، وابنة للأستاذ الكبير الراحل د.أحمد هيكل، وزير الثقافة الأسبق.
وكان واضحا للغاية من اللقاء الدرجة العالية من الوعى والوطنية لدى المتحدث باسم قبائل رفح فى شمال سيناء، وتفهمهم الكامل لدواعى العملية التى يقوم بها الجيش المصرى لإخلاء منطقة شمال سيناء. غير أنها كانت فرصة لأرجع إلى تشكيل «المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية»، فلفت نظرى المستوى الرفيع لهذا التشكيل، وأن رئيسه هو الشخصية اللامعة د. شريف أبو النجا الذى ارتبط اسمه بمستشفى سرطان الأطفال الشهير برقم 57357 والذى جمع بين التفوق الأكاديمى كأستاذ فى طب القاهرة والمعهد القومى للأورام وبين كفاءيه فى تنمية الموارد التى بدت فى خبرته فى مستشفى السرطان. أما باقى أعضاء المجلس فهم من المتفوقين والبارزين فى مجالاتهم المتخصصة، فضلا عن الوجود الواضح للعناصر النسائية والشبابية بينهم. ولاشك أنها كانت خطوة موفقة تماما من الرئيس السيسى، أن يكلف المجلس بالقيام بتلك المهمة مع أهالى شمال سيناء فى المنطقة المراد إخلاؤها، فتلك هى الترجمة المباشرة لفكرة عدم الإقتصار على النواحى الأمنية، وكسب ثقة و تعاون المواطنين فى سيناء، فى مواجهة تهديدات ومخاطر ضد أمن الوطن كله. وتتبقى المهمة الأكبر والتى لا مفر منها لتكون سيناء ليست مصدر خطر و تهديد لمصر، وإنما مصدر رخاء و ازدهار، أى التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة لها. تلك هى القضية!