د.أسامة الغزالي حرب
التجربة التى تقوم بها وزارة التموين حاليا فى ظل وزيرها المتميز خالد حنفى لتوفير وجبات غذائية ملائمة و رخيصة للمواطنين، وتوزيعها من خلال المجمعات الاستهلاكية ومنافذ القوات المسلحة،
أمر طيب وتستهدف توفير إحدى الحاجات الأساسية للمواطنين بتكلفة معقولة. ومع أنها تعكس عودة لأداء الدولة لأدوار كانت قد عزفت عنها لأسباب كثيرة، إلا أننى سوف أتجاوز هذه النقطة الآن. لقد لفتت هذه الوجبات نظرى عندما اطلعت عليها فى جريدة الوطن (24/11) فوجدتها عشر وجبات (سبعا منها للتموين، وثلاثا للقطاع الخاص) ولاحظت أن خمسا منها تتضمن لحوما حمراء، وثلاثا دجاجا، واثنيتن سمكا. ولدى قراءة التحقيق نفسه بدا كيف ان المواطنين يقيسون جودة الوجبة ورضاهم عنها بمدى توافر اللحوم فيها، وكيف أنهم غير راضين عما بها من «حتة لحمة»! لقد أثارت هذه الملاحظات فى ذهنى انطباعات لى عن عاداتنا الغذائية مقارنة بالشعوب الاخري. فيبدو أننا نعطى وزنا خاصا لتناول اللحم ليس فقط كمعيار لجودة الطعام، وإنما كمعيار للغنى والفقر...إلخ غيرأننى زرت بلدانا كثيرة لم أر فيها هذا الولع باللحم! أذكر أننى فى زياراتى للصين كنت ألاحظ أن وجبة المواطن العادى تتكون أساسا من الأرز المسلوق وربما بعض الخضراوات المسلوقة أيضا. والذين يذهبون للمطاعم الصينية يلحظون كيف أن اللحوم والبط والدجاج والأسماك تقدم فى شكل قطع أو شرائح صغيرة مطهوة بمهارة، ولا يلتهم أحد اوركب أو «صدرا» بكامله! وعندما كنت فى زيارة لليابان، لاحظت أن السيدة التى خصصت لإرشادى اعتادت أن تكون وجبة الغذاء اليومية لها طبقا من الأرز بوحدات الجمبرى الصغيرة. وفى دبى أكلت من أحد المطاعم الهندية لأول مرة ساندوتشا من الخضراوات المشوية (باذنجان، وفلفل أخضر، وكوسة..) المتبلة، وذات طعم طيب للغاية.وأذكرأننى عندما كنت فى الهند سألت شخصا عن الحكمة من أنه نباتى فذكر حججا كثيرة ثم قال «أنظر إلى وحشية الأسد والنمر والذئب،آكلى اللحوم، وتأمل وداعة الغزال والزرافة والحصان سيد قشطة آكلى النباتات...أيهما تفضل؟!، أعجبتنى الملحوظة و لم أنسها!