د.أسامة الغزالي حرب
التداعيات السريعة التى ترتبت على سقوط الطائرة الروسية فى سيناء يوم 21 /10 تنذر بتأثيرات كارثية على السياحة المصرية بشكل عام، وفى شرم الشيخ وسيناء بشكل خاص، وتستوجب من الدولة المصرية، و من كافة الأجهزة المعنية التصرف السريع و الكفء لمحاصرتها فى مهدها. إن أبرز تلك التداعيات هو استباق السلطات البريطانية لنتائج التحقيقات، و جزمها بأن الطائرة قد سقطت بسبب وجود قنبلة تم دسها فى الأمتعة.
أى أن المشكلة هى وجود حالة من الفوضي، و أيضا الفساد، فى مطار شرم الشيخ مكنت من تسريب تلك القنبلة. وامتلأت منذ الأول من أمس الصحافة البريطانية بروايات السياح الإنجليز عن حالة اللامبالاة لدى موظفى المطار، وكيف أن الموظف المسئول مثلا عن تفتيش الأمتعة كان مشغولا باللعب على جهاز الموبايل، وكيف أن آخر كان نائما، و أن ثالثا كان يطلب رشوة لتسهيل تمرير الحقائب دون تفتيش...إلخ. لقد أعلن البريطانيون ذلك بطريقة متعجلة و متعجرفة، ثم طلبت الحكومة البريطانية من رعاياها من السياح فى شرم الشيخ سرعة العودة إلى بلادهم، مرسلة بذلك رسالة غير مباشرة للعالم كله أن المنطقة غير آمنة.. إننى أتصور أن تلك التصرفات سوف تحيى وتلهب لدى قطاعات من المصريين، خاصة من الشباب ، مشاعر وطنية كامنة ضد الإنجليز بدأت بوادرها تظهر على وسائط التواصل الاجتماعي! الموقف إذن شديد الأهمية، وشديد الحساسية، وأتمنى من الدولة المصرية بدءا من رئيس الجمهورية و مجلس الوزراء وحتى وزير السياحة وكافة المسئولين المعنيين حسن التعامل مع الموقف باعتباره »أزمة« تستوجب حشد كل الطاقات لمعالجتها بشكل كفء وسريع، بدءا من سرعة إنجاز التحقيقات حول حادث الطائرة وإعلان نتائجها بكل شفافية، وتقديم الرعاية الواجبة للسياح الإنجليز- الذين أصبحوا عالقين!- ليشعروا أن شرم الشيخ لا تزال آمنة . وأتمنى التواصل مع السلطات الروسية بالذات على أعلى مستوى متفهمين اضطرار الرئيس بوتين لإعلان تعليق الرحلات إلى شرم الشيخ. و أخيرا فإننى أتمنى أيضا أن تتصرف سلطات مطار شرم الشيخ ، بالتعاون مع وزارة السياحة، إزاء شركات الطيران البريطانبة المكلفة بإجلاء البريطانيين ، بما لا يضر بالحركة فى المطار، فى إطار المعايير الدولية، بلا أية مجاملات، وبكل صرامة وحزم! .