د.أسامة الغزالى حرب
التنبؤ بنسبة المشاركة فى المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التى تجرى اليوم فى الإسكندرية ومطروح و البحيرة ومحافظات الصعيد، مسألة ليست سهلة عكس ما يبدو فى الظاهر، والذى يوحى بأن المشاركة سوف تكون ضعيفة للغاية، أى مثل الانتخابات الرئاسية التى اضطر المسئولون عنها لمدها أياما إضافية لجذب مزيد من الناخبين. غير أن الظروف ليست متشابهة تماما، صحيح أن غياب المنافسة الحادة بين الأطراف المشاركة، بسبب غياب الإخوان عن الانتخابات يمكن أن يكون عنصرا حاسما فى المشهد، إلا ان قدرا مهما من تلك المنافسة يبدو مستمرا بين حزب النور السلفي، وبين الأحزاب المدنية (الوفد والمصريون الأحرار..إلخ) ولكن يقلل أيضا من هذا العنصر أن كلا من الطرفين له علاقاته الطيبة بالدولة، بشكل مباشر أو غير مباشر، فالوفد و المصريون الأحرار لا يناصبان الحكم الحالى أى عداء، أما السلفيون فعلاقتهم التقليدية القديمة بالدولة وبأجهزة الأمن ليست سرا على الإطلاق. ومن ناحية ثانية هناك احساس عام لا يمكن إنكاره، خاصة لدى الشباب، بتراجع شعبية النظام السياسى على نحو حاد لأسباب ليست خافية مما سوف ينعكس على المشاركة الانتخابية، فيكون العزوف عن التصويت إشارة حاسمة لهذا الاحتجاج وإلى فقدان الأمل فى الوضع القائم.غير أن هناك مؤشرات أخرى لا يمكن أيضا تجاهلها وترتبط بحماس بعض الأحزاب للحشد الجاد للمشاركة فى الانتخابات، وقد لمست بنفسى جانبا من ذلك الأمر عندما حضرت يوم الأربعاء الماضى مؤتمرا انتخابيا لمرشح حزب المصريين الأحرار فى دائرة الواسطى بمحافظة بنى سويف وكان عدد الحاضرين بالمؤتمر لا يقل عن اثنى عشر ألفا بما فيهم نسبة يعتد بها من النساء، وكان الحماس شديدا يوحى بدرجة عالية من التجاوب والمشاركة فى تلك الدائرة الصعيدية التقليدية. وبشكل عام ليس من الصعب تصور أن أحزابا بعينها و فئات بعينها سوف تشارك بقوة فى الانتخابات خاصة تلك الرافضة بشكل حاسم للإخوان الذين يضغطون-بدورهم- بكل الطرق لإضعاف نسبة المشاركة الانتخابية. أما من ناحيتى فإننى لا أتصور أن العزوف عن المشاركة موقف سليم، فسواء أكنت موافقا أم رافضا، راضيا أم ساخطا، فلا بد ان تعبر عن رأيك ذلك من خلال صندوق الانتخابات حتى نشعر أننا تقدمنا ولو خطوة واحدة مستقرة على الطريق الطويل نحو الديمقراطية ! !