د.أسامة الغزالي حرب
لا أحب عادة الأوصاف الفخمة التى تطلق مسبقا على أحداث معينة مثل «أسطورى» و«تاريخى»... إلخ غير أننى وقد شرفت بحضور حفل افتتاح «قناة السويس الجديدة» يوم الخميس الماضى (6/8) وتابعت وقائعه وسط مئات المدعوين، اقول اننى سعيد بأننى حضرت ذلك الحفل الرائع والذى لا أعتقد الآن أن وصفه بالأسطورى فيه مبالغة كبيرة..لماذا؟ أولا لأن مسرح الحدث نفسه شديد الخصوصية والتفرد، إنه قناة السويس نفسها بأهميتها الجغرافية اللوجستية للعالم كله، وبتاريخها الطويل والمثير، ومكانتها المتفردة فى التاريخ المصرى المعاصر. غير ان الحقيقة الثانية التى لا تقل أهمية عن ذلك هى أن تنظيم ذلك الاحتفال الذى تكفلت به بالأساس القوات المسلحة وهيئة قناة السويس جاء بالفعل على مستوى القناة وعلى مستوى الحدث ليس فقط فى حسن التنظيم والكفاية الفائقة فى الأداء وإنما ايضا فى التعبير عن روح وهوية مصر، فالموسيقى والأغانى والأناشيد الرائعة والجميلة والتى عرفناها وألفناها منذ عقود طويلة استعدناها واستمعنا إليها ــ مع مصر كلها ــ بأداء من فرقة الموسيقى العسكرية التى يفخر بها الجيش المصرى. والأمر نفسه ينطبق على أداء الشرطة المصرية بقياداتها وأفرادها الذين جمعوا بين كفاءة فائقة فى الأداء والانضباط، وبين دماثة الخلق وحسن السلوك.ثم كان هناك أيضا عشرات، وربما مئات الشباب، فتيات وفتيان انتشروا يساعدون الحاضرين ويلبون طلباتهم بكفاءة ولباقة وإحساس بالمسئولية. وقد اعكس هذا كله فى حسن الأداء والتنظيم فى استقبال العديد من رؤساء وقادة الدول الذين حضروا الاحتفال وفى مقدمتهم الرئيس الفرنسى. وباختصار، فإننى أتصور أننا لو صممنا على أن يكون أداؤنا فى نواح عديدة من حياتنا بنفس الكفاءة التى بدت بوضوح فى تنظيم هذا الحفل الرائع، فإن اشياء كثيرة يمكن أن تتغير، وأحلاما كبيرة يمكن أن تتحقق!