د.أسامة الغزالي حرب
ما هى الأسباب التى استندت إليها محكمة القاهرة للأمور المستعجلة لإصدار حكمها أول أمس (السبت 28/2) باعتبار «حماس» منظمة إرهابية؟
استندت المحكمة إلى تورط حماس فى انفجارات العريش التى استشهد بسببها ثمانية وعشرون جنديا مصريا، كما استندت أيضا إلى أنشطة حماس فى غمار أحداث الثورة المصرية فى يناير 2011. ومنذ أكثر من شهرين كانت محكمة مصرية أخرى قد قضت باعتبار «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكرى لحماس- منظمة إرهابية. غير أن اعتبار حماس منظمة إرهابية، يرتبط قبل ذلك- بعلاقتها العضوية بالإخوان المسلمين، والتى يكشفها بكل وضوح ميثاق حركة حماس، والذى هو وثيقة «إخوانية» مائة فى المائة، سواء فى أفكارها أو صياغاتها.ووفقا لهذا الميثاق فإن «حماس» (حركة المقاومة الإسلامية) هى «جناح من أجنحة الإخوان المسلمين فى فلسطين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمى.... إلخ». فإذا كانت الدولة المصرية قد صنفت الأصل (أى الإخوان) كمنظمة إرهابية، فإن هذا التصنيف يسرى بالضرورة على الفرع، أى حماس. ولا شك أن هذه الرابطة العضوية بين حماس والإخوان قد ظهرت علنا بعد ثورة 25 يناير، وبدت بالذات فى الاتصالات بين الجانبين (بما فيها زيارة خالد مشعل لمصر فى أغسطس 2011) للإفراج عن الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط فى مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين فى إسرائيل. غير أن اعتبار حماس- من الآن فصاعدا- حركة ارهابية لا ينفى بالقطع أعمالا بطولية قام بها فى الماضى رموز وأبطال للحركة، بدءا من مؤسسها الشيخ أحمد ياسين، وكذلك عشرات الشهداء الذين قتلوا، وخاصة من خلال استهداف اسرائيل الشائن لأبناء وأسر قادة الحركة. لقد صار هذا كله جزءا من التاريخ، وانغمست الحركة فى حكم غزة بالحديد والنار، محدثة انقساما عميقا فى كفاح الشعب الفلسطينى، بموقفها المناوئ للسلطة الفلسطينية، فضلا عن علاقات مريبة بإيران. وأخيرا كانت كارثة حفر مئات، بل آلاف الأنفاق فى سيناء، التى كانت وبالا على الأمن القومى المصرى، والاقتصاد المصرى، والتى تمت بموافقة وبمباركة الحكم الإخوانى. ألا تستحق حماس بعد ذلك وصفها بالإرهاب؟.