د.أسامة الغزالي حرب
اليوم- السابع عشر من مارس- يوافق مرور 123 عاما على مولد سيد درويش باعث النهضة الموسيقية الحديثة فى مصر و الوطن العربي. غير أننى عندما شرعت فى الكتابة عن تلك المناسبة لاحظت أن «عيد الفن» الذى حل يوم 13 مارس الحالى لم يتم الاحتفال به بسبب الانشغال بالمؤتمر الاقتصادي.
وهو ما أشار إليه نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور مؤكدا أنه سوف يتم تحديد موعد قادم للاحتفال بالعيد، وأكد ذلك أيضا الفنان سامح الصريطى وكيل أول نقابة المهن التمثيلية.حسنا، نستطيع أن نقول ان عيد الفن لم يستقر بعد بشكل منتظم يضمن الاحتفال اللائق به فى كل عام. وبما أن الأمر كذلك، فلم لا يطرح الموضوع كله للنقاش الواسع والعميق، بين جموع الفنانين والمثقفين المصريين للاستقرار بشكل نهائى ليس فقط على ضرورة الانتظام فى الاحتفال بهذا اليوم، بل إننى أدعو أيضا إلى التوافق على موعده مرة أخري. وهنا أعود إلى ما بدأت به تلك الكلمة، أى مولد سيد درويش !
إننى مع كل التقدير والاحترام لمكانة محمد عبد الوهاب السامية فى الفن المصرى والموسيقى المصرية والعربية، فإننى أعتقد أن المناقشة المستفيضة لتلك المسألة ربما تقودنا إلى أن اليوم الأولى بأن يكون عيدا للفن (أى فنون الموسيقى و المسرح والسينما) هو يوم 17 مارس أى يوم ميلاد سيد درويش، لماذا؟ لأن مكانة سيد درويش فى الموسيقى المصرية والعربية ليست أيضا محل أى نزاع، وتبدت عبقريته المبهرة فى تنوع أعماله وغزارتها على مدى عمره القصير! غير أن مايزيد من مكانة سيد درويش ويدعمها أنه كان مجسدا للعنصر الفنى المبدع فى ثورة 1919 مثلما جسد سعد زغلول زعامتها السياسية، وجسدت هدى شعراوى زعامتها النسائية، فوضع أغنيته الشهيرة «قوم يامصري» فضلا عن تلحينه نشيد بلادى بلادى المستلهم من عبارة مصطفى كامل الشهيرة، والذى أصبح هو اليوم النشيد الوطنى المصري! إنني- مرة أخري- أدعو إلى أن يكون يوم 17 مارس، يوم ميلاد سيد درويش، هو موعد عيد الفن، وأن تجد هذه الدعوة اهتماما ممن يهمهم الأمر.