د.أسامة الغزالي حرب
ماذا يحدث فى اليمن؟ هل هى حرب أهلية...نعم. فالصراع هناك يشارك فيه أطراف يمنيون أقحاح ضد بعضهم البعض، و الوحوثيون يمنيون مثل مواطنيهم الذين يقاتلونهم! هل حى حرب قبلية؟ نعم، فالقبائل تشكل مابين 80 و90 فى المائة من الشعب اليمنى، وهى – أى القبائل- كيانات قوية منذ القدم، جنبا إلى جنب مع الهوية الحضارية و الثقافية الجامعة لليمن، وهناك اتهامات بأن جماعة الحوثيين تتحالف مع مشايخ من قبائل موالية للرئيس المخلوع على عبد الله صالح سعيا للتقدم نحو صنعاء للسيطرة عليها.
وجماعة الحوثيين التى هى فى الواقع امتداد لنظام الإمامة القديم الذى اسقطته الثورة اليمنية فى عام 1962 تتصارع مع قبيلة حاشد التى كان لها دور كبير فى تثبيت الجمهورية بالتعاون مع مصر. هل هو صراع اقليمى ؟ نعم، فإيران تدعم الحوثيين، و لكنها لا تتدخل مباشرة بقواتها، عكس السعودية التى تقدمت بجيشها ، خاصة الطيران ضد الحوثيين. هل للصراع أبعاد دولية؟ نعم، فدعم روسىا لإيران واضح، ولكنها تدعو إلى حل سلمى للصراع.
من ناحية أخرى، هل التوافق الأمريكى الإيرانى مؤخرا حول المسالة النووية يمكن أن يؤثر على مجريات الصراع فى اليمن؟ بالقطع نعم! من المنظور المصرى، المصلحة المصرية تحتم التعامل مع القضية بحذر وبشكل محسوب بدقة. فمن مصلحتنا المباشرة قطعا ضمان حرية الملاحة عبر مضيق باب المندب، ومن حسن الحظ أنها مصلحة مشتركة لكل بلاد العالم.
ولكن من ناحية أخرى فإن العلاقة الخاصة المصرية السعودية تحتم أن تقف مصر موقفا إيجابيا للمشاركة فى حل الأزمة ، واعتقد أن الموقف الذى يجب أن تتخذه القاهرة- خاصة بعد ان اظهرت المملكة السعودية موقفها الحازم عسكريا – هو التدخل بالوساطة للتوصل إلى تسوية تمنع الانزلاق إلى مواجهة إيرانية عربية لن يستفيد منها أحد، خاصة إذا أخذنا فى الاعتبار أمرين، أولهما استحالة الانتصار فى بيئة هى الأقرب لحرب العصابات بآليات الحرب النظامية،سواء بالقوات الجوية أو البحرية أو البرية، وثانيا، الوجود البشرى اليمنى الكثيف فى السعودية والذى هو جزء لا يتجزأ من المجتمع السعودى، والذى سوف تنعكس أى مواجهة بشكل سلبى عليه.لذلك أكرر ان الباب مفتوح لمبادرة قوية و جريئة ، لا يمكن أن يضطلع بها إلا مصر و رئيسها!