د.أسامة الغزالي حرب
أكتب هذه الكلمات من منطقة «العين السخنة» على شاطئ خليج السويس حيث تقام فى أحد فنادقها واحدة من أفضل الندوات التى حضرتها فى السنوات الاخيرة تحت ذلك العنوان «مصر المستقبل» .
الندوة توافرت لها كل عناصر التميز: فالجهة المنظمة هى «منتدى البحوث الاقتصادية» الذى هو واحد من أفضل مراكز البحث الاقتصادى فى مصر بقيادة د.أحمد جلال وزير المالية السابق ورئيس المنتدى الأورو متوسطى للعلوم الاقتصادية، والخبير المخضرم فى البنك الدولى لمدة 18 عاما وصاحب المؤلفات الاقتصادية العديدة. وشاركت فى تنظيم الندوة شعبة المحررين الاقتصاديين ممثلة بباقة من أفضل أعضائها وفى مقدمتهم محمد نجم أمين عام الشعبة والامين العام السابق للمجلس الاعلى للصحافة. أما قائمة المتحدثين فشملت ضمن ما شملت وزراء سابقين وحاليين (د.زياد بهاء الدين ود. مشيرة خطاب ود.أحمد البرعى و كمال أبوعيطة وعماد أبو غازى ود.ماجد عثمان ود.محمود أبو النصر) ود.محمدغنيم ومكرم محمد أحمد وحافظ الميرازى فضلا عن مجموعة من خيرة شباب الثورة .غير أن عنصر التميز الأبرز كان هو حسن الأعداد والتخطيط، والموضوعات الحيوية التى اثيرت فيها والتى تناولت مجمل الأوضاع السائدة فى مصر وفى القلب منها الأوضاع الاقتصادية، وذلك فى جلسات تناولت كل منها موضوعا فى غاية الاهمية تحت العناوين الآتية: استشراف المستقبل،النموذج التنموى الأفضل لمصر، والطريق الى البرلمان المقبل ودوره المنتظر، ونحو سياسات عدالة اجتماعية فاعلة، ودور الاعلام فى بيئة متغيرة، ونحو نقلة نوعية فى التعليم ، ونبض الشارع. ان النخبة المصرية تحتاج فى هذه المرحلة الى أكبر قدر من التفاهم والتفاعل، والتجانس فى الرؤى حول المستقبل، ولم يبق هناك بعد ثورتين كبيرتين متواليتين سوى أن تنظم صفوفها وتعد نفسها لقيادة تحول حقيقى فى مصر يليق بهاتين الثورتين وبما تم انجازه فيهما. ومثلما أوضحت تلك الندوة فان المهام عديدة وخطيرة ولكن الأمل كبير والتفاؤل بلا حدود فى أن ينجح الشعب المصرى والنخبة المصرية فى انجازها ان شاء الله.