بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هل تتابعون ما يحدث فى البرازيل هذه الأيام؟ اقرأوا معى نص الخبر الذى نشر صباح أمس السبت (2/4) فى الصفحة الأولى للأهرام لمراسلها هناك إبراهيم السخاوي. يقول الخبر: احتشد الآلاف لليوم الثانى على التوالى فى العديد من المدن الكبرى فى البرازيل فى مظاهرات حاشدة للدفاع عن الرئيسة ديلما روسيف ضد المعارضة اليمينية التى تسيطر على مجلس النواب، وجاءت المظاهرات فى الوقت الذى بدأ فيه مجلس النواب التحضير لإجراءات مساءلة روسيف تمهيدا لعزلها بسبب اتهامات بالفساد من قبل محكمة المحاسبة التى أشارت إلى ضلوعها فى تسوية ميزانية 2015 و تمريرها.
إن «محكمة المحاسبة» فى البرازيل هى الجهاز الأعلى للمحاسبة العامة هناك على غرار الجهاز المركزى للمحاسبات عندنا، ولكن الأجهزة العليا للمحاسبة يختلف اسمها من بلد لآخر، فى أمريكا مثلا يسمى «مكتب المحاسبة الحكومية» و فى اليابان يسمى «مكتب المحاسب العام» وفى بريطانيا يسمى «مكتب المحاسبة القومية» أما فى البرازيل فيسمي- مثل فرنسا- «محكمة المحاسبة». غير أن روسيف لم تجرؤ بالطبع على أن تقيل رئيس محكمة المحاسبة لسبب بسيط وهو أنه- مثلما هو الحال فى كل الأجهزة المشابهة فى العالم- محصن ضد العزل، حتى يمكنهم ممارسة أعمالهم بفاعلية، ولا يخشون من سيف العزل المسلط عليهم. وهى أيضا الحماية التى تنص عليها مواثيق الانتوساي، أى المنظمة الدولية للأجهزة العليا للمحاسبة، والتى تضم نحو 190 جهازا فى كل بلاد العالم. وبالمناسبة، وكما سبق ان ذكرت، فإن دولة الإمارات العربية سوف تستضيف فى نهاية هذا العام المؤتمر العام القادم للإنتوساي، والذى سوف يعقد فى أبو ظبى، وهو بالطبع أمر مشرف للإمارات و لجهازها للمحاسبات الذى يحمل اسم «ديوان المحاسبة» وهو الاسم الأصلى القديم لجهاز المحاسبات فى مصر.
> ملحوظة: ورد فى كلمة الأمس عبارة «إننى لا أتصور أن الرئيس السيسى ليست له أى مصلحة فى شل أو إضعاف الجهاز الرقابي...إلخ»، وأود أن أنبه القارئ إلى أن كلمة «ليست» أقحمت خطأ على العبارة، فوجب حذفها!