د.أسامة الغزالى حرب
أن تنتشر لافته تقول «هل صليت على النبى اليوم» فى ظروف عادية وبشكل تلقائى ويتداولها الناس.. هذه مسألة بسيطة و مفهومة فى مجتمع حريص على التدين، اعتاد أبناؤه المسلمون أن يذكروا الله ويصلوا على النبى، فى الغالبية العظمى من أحاديثهم. وأذكر أن ضيفا أجنبيا، يتقن العربية،
ويحضر إلى مصر بشكل منتظم، زارنى فى مكتبى منذ سنتين تقريبا ثم بادرنى بالقول أنه حضر مع سائق اسمه مصطفى إن شاء الله! وضحكت، وقلت له: لا، اسمه مصطفى ولكنه يضيف كلمة إن شاء الله التى يستعملها المصريون كثيرا كما تعلم! ولذلك فإن توزيع بعض الجماعات الدينية السنية أو السلفية للافتة «هل صليت على النبى» هو أمر مفهوم فى ذلك السياق، غالبا يأخذ وقته وقد ينتهى لتظهر لافته دينية أخرى.. وهكذا. غير أن الانتشار المفاجىء اليوم لتلك اللافتة، ووضعها بشكل مخطط ومنظم فى كل أنحاء البلد، فى ظل الظروف السياسية الراهنة، والتى كثيرا ما تتم بواسطة أفراد مجهولين، لا يمكن أن تخلوا من شبهة تصرفات مخططة و نوايا خبيثة من القوة السياسية التى لفظها الشعب بعد فشلها، أى الإخوان، وبعض فصائل السلفيين التى تلعب على الحبال! وعلينا أن نعترف أن هذا المخطط نجح تماما فى تحقيق هدفه الخبيث، وكما قال د.مختار جمعة، وزير الأوقاف، فإن انتشار اللافتة على نطاق واسع مفاجىء، دون سبب واضح، «يعد أمرا خبيثا»! فبالفعل، أثارت حملة الشرطة لرفع ذلك الشعار غضب المواطنين العاديين، الذين تساءلوا من السبب فقيل لهم أنهم الدولة ونظام السيسى الذين يعادون الإسلام! وهكذا وقعنا فى الفخ الذى نصبته لهذا المجتمع قوى شريرة، لا تريد له ان ينتبه لما هو أهم و أجدى. إن قضايانا وهمومنا و أولوياتنا أهم بكثير من تلك الفرقعات الهامشية التى يريدون شغلنا بها، وإذا كان مجرد طبع لافتة دينية عادية، وتوزيعها سرا ، قادرا على إرباك المجتمع وشغل الدولة وإحداث انقسامات، فهذه خيبة ما بعدها خيبة. أيها المصريون التفتوا إلى ماهو أهم، وصلوا على النبى!