د.أسامة الغزالى حرب
استمرارا لحديث الأمس عن الساحل الشمالى وعن المشروعات السياحية الواعدة فيه، ولأن الساحل الشمالى ينتهى غربا عند مرسى مطروح فلا شك انها ــ أى مرسى مطروح ــ لا بد أن تدخل فى تلك المشروعات الطموحة.
فى هذا الإطار، قرأت على موقع جريدة الأهرام (11/9) خبرا نصه ما يلى ينطلق 12 أكتوبر القادم أول مؤتمر اقتصادى لمحافظة مطروح تحت عنوان «مطروح من أجل مصر»، ويستمر ثلاثة أيام ليصبح نموذجا لجميع المحافظات لتكرار نجاح مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى هذا كلام طيب! ويستطرد الخبر أن اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح أكد أن المؤتمر سيشهد طرح العديد من المشروعات الضخمة العملاقة التى تتجاوز استثماراتها 60 مليار جنيه ...هذا أيضا كلام يبشر بالخير، ولكن ما هى المشروعات التى سوف تطرح؟ يقول الخبر إن تلك المشروعات سوف تتضمن ــ على سبيل المثال و ليس الحصر! ، مصانع للحديد والصلب، والأسمنت وميناء عالميا، ومصانع لتكرير الملح ومصانع لتعبئة المياه، ومشروعات سياحية للجذب العالمى، ومصانع للجبس، ومصفاة بترول ، ومشروعات زراعية غيرها من المشروعات العملاقة وأضاف الخبر أن المحافظة سوف تتبع سياسة الشباك الواحد لتذليل كل العقبات نحو مستقبل أفضل، وتأكيداً لمصداقية هذا كله تصدرت الخبر صورة السيد المحافظ وهو يتلقى «مفتاح الأهرام» من الأستاذ أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، مما ينطوى على تشجيع من المؤسسة العريقة ورئيسها للمحافظ الطموح. حسنا..، هذا كله جيد ولكن لى عليه ملاحظة بسيطة وهى أن المشروعات المعلنة تبدو وكأنها مشروعات لدولة بكأملها وليس لمحافظة واحدة! وفضلا عن ذلك، فإنه من المفترض ان تسعى كل محافظه إلى التركيز على ما تتمتع فيه بأفضلية وتميز على غيرها، فإذا طبقنا هذا على مطروح فلا شك ان النشاط الأولى بالرعاية فى مطروح هو السياحة، وعلى رأسها السياحة الشاطئية التى تمتلك فيها مطروح مقومات تضارع كل شواطئ البحر المتوسط بما فيها شواطئ فرنسا وإيطاليا واليونان وتونس، وياليت السيد المحافظ «يخطف رجله» إلى هذه الأخيرة ــ اى تونس ــ ويتعلم منها كيف يمكن أن تكون مطروح! وأخيرا أتساءل كيف يمكن أن نحلم بهذا الازدهار لشواطئ مطروح مع إنشاء مصانع للحديد والصلب، والأسمنت، والجبس....؟! مطلوب بعض التركيز وبعض الوضوح فى الأولويات!