صلاح منتصر
أصبح سائدا في وسائل الإعلام عند الإشارة إلي عصابات داعش الإرهابية وصفها بعبارة تنظيم الدولة الإسلامية كما تطلق العصابة الإرهابية علي نفسها. وهو تعريف خطير يؤكد المفهوم المرفوض الذي تروجه داعش والذي بهذه الطريقة يبدو أننا نحن المسلمين نقره.
وهذا المعني لا يقره دين الإسلام ولا أي مسلم وبالتالي يتعين التوقف تماما عن استخدام «الدولة الاسلامية» في أي جملة مفيدة، وتأكيد أن داعش عصابة إرهابية مجرمة، وأن يبادر الأزهر الشريف إلي إصدار بيان عاجل يؤكد ذلك بوضوح. يؤكد أن ما تقوم به داعش لا يعبر أبدا عن الإسلام وإنما بالعكس عن المخالفة لتعاليم واهداف الإسلام، وأن الإسلام لا يعرف الجرائم التي ترتكبها داعش ولا يقرها بل يحاربها، وأن المسلمين يعانون من داعش أكثر من غيرهم وهم في حرب معهم، وأن داعش نمت وقويت في حجر القوي التي تتصور أنها تحارب داعش وهي في الحقيقة تشجعهم لأن عملياتها ضد داعش تتناول القشور ولا تمس الجوهر مثل محاصرة مصادر التمويل التي لو أمكن بالفعل سدها لضعفت داعش واختنقت عجزا.
توقفت أمام الموضوعات التي استدعت اهتمام مراكز البحث في فرنسا عقب الغزوة الارهابية التي قامت بها داعش في فرنسا. جاءت الغزوة مساء يوم الجمعة وكان الأحد إجازة في كل فرنسا، وبالتالي كانت الدراسة ستعود يوم الإثنين. وكان السؤال المثار: ماذا يقول المدرسون للأطفال الصغار عندما يسألون عما حدث يوم الجمعة وأصبح حديث العالم؟ كيف يتحدثون إليهم عن الذين قاموا بهذه العمليات التي قتلت وأصابت نحو 500 فرد؟ وتصورت لو أن للمسلمين وعلي رأسهم الأزهر الشريف دورا في مخاطبة هؤلاء الأطفال في فرنسا وفي كل العالم.. يخاطبونه عن الإسلام وكيف يزج به في جرائم لا يقرها، وتخالف تعاليم ومفاهيم الإسلام الحقيقية التي هي كذا وكذا وكذا وتتعايش مع الشعوب في أمن وسلام.
إنني واثق أن لدي الأزهر الشريف ما يستطيع أن يسهم به في صد هذه الغزوة الإرهابية، وأول شيء ألا نستخدم عبارة تنظيم الدولة الإسلامية أبدا أبدا أبدا!