صلاح منتصر
تطبق دول كثيرة نظام التوقيت الصيفى لأنها تتيح لمواطنيها المزيد من الإستفادة بضوء الشمس الطبيعى الذى له آثار عديدة على صحة الإنسان وعلى وظائف جسمه.
فهناك غدة صغيرة فى المخ تتأثر بضوء النهار وتفرز مادة تسمى »الميلاتونين« وهو الهرمون المنظم لدورة النوم والاستيقاظ على مدى اليوم. فمع غروب الشمس وبداية الظلام تبدأ الغدة فى إفراز هرمون الميلاتونين مما يجعل الإنسان يميل إلى الهدوء ويغفو. وتبلغ ذروة إفراز الميلاتونين فى منتصف الليل ثم يقل بعد ذلك تدريجيا لينعدم تقريبا مع شروق الشمس، فيبدأ الإنسان فى الاستيقاظ، وتبدأ أجهزة الجسم فى النشاط والحركة. وهذا يعنى أن أجهزة الجسم تتأثر بشروق الشمس وغروبها وليس بما تشير إليه عقارب الساعة. ولذلك فإنه كلما واكب الإنسان فى أمور حياته الدورة الطبيعية للنوم والاستيقاظ، كان ذلك أكثر فائدة لجسمه وصحته. وحيث إن الشمس تشرق مبكرة صيفا عنها فى الشتاء بفترة تصل أحيانا إلى مايقرب من ساعتين فمن الأوفق صحيا أن يبدأ الإنسان نشاطه مع شروقها.
إن هذا يجرنا إلى أن تقديم الساعة فيما نطلق عليه »التوقيت الصيفي« ماهو إلا وسيلة تساعد الإنسان على بدء نشاطه مع الدورة الطبيعية والتمتع بضوء الشمس من وقت شروقها، فيبدأ الجسم امتصاص أشعتها لتكوين فيتامين »دي« المعروف بفيتامين الشمس، واللازم لامتصاص الكالسيوم المكون للعظام والأسنان والمقوى للمناعة.
ولا أعرف كيف يغيب عنا أن فترة الصيام اليومية من الإمساك إلى الإفطار مرتبطة بشروق الشمس وغروبها ومحكومة بحركة الشمس الظاهرية مهما كان ما تشير إليه عقارب الساعة. وهذا ما يجب توعية المواطنين به، لا محاولة إرضائهم بجعلهم يقعون تحت تأثير مفاهيم خاطئة تماما عندما نلغى تقديم الساعة فى شهر رمضان.
هذه هى الرسالة التى تلقيتها من الدكتورة فرخندة حسن أستاذ الجيولوجيا بالجامعة الأمريكية ، وهى لا تؤيد تطبيق تقديم الساعة صيفا فقط، وإنما استمرارهذا التوقيت فى رمضان دون أن نخدع أنفسنا بإلغاء هذا التوقيت، فلا إستمرار تقديم الساعة سيطيل فترة الصيام ولا التأخير سيقصرها ، فهى واحدة ولكنه الوهم !