صلاح منتصر
وصفت المنظمات الطبية وباء «إيبولا» بأنه أخطر كارثة إنسانية يواجهها جيلنا ، وفي أمريكا هذه الأيام حالة هوس جنوني لأنهم اكتشفوا ثلاث حالات وافدة . علما بأن 90 في المائة من الإصابات بالفيروس تنتهي إلي الوفاة .
والحمد لله أن إيبولا لم يصل مصر حتي اليوم رغم أننا دولة أساسية من دول القارة التي بدأ الفيروس فيها من دول غرب إفريقيا وعلي رأسها سيراليون وليبيريا وغينيا . وهي حاليا الدول الأشد نكبة بالمرض ، وقد وصلت حالات الوفاة فيها إلي نحو خمسة آلاف حالة. وقد إحتاجت هذه الدول إلي وقت طويل قبل أن تكتشف أن العدوي بالمرض تأتي من «تكفين ودفن» المتوفين بالمرض ، وأنه رغم وفاة الشخص بالإيبولا إلا أن الفيروس يظل نشيطا في جسمه حتي بعد الوفاة، وكثيرا ما انتقل إلي الذين تولوا إجراءات الدفن !
وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية ففيروس الإيبولا يبدأ من الحيوان إلي الإنسان ثم من الإنسان إلي الإنسان، وفي جميع الحالات تكون العدوي بملامسة دم الحيوان أو الإنسان المصاب بالمرض أو إفرازاته أو أعضائه أو سوائل جسمه الأخري . ويشعر المريض بالحمي والضعف الشديد وآلام في العضلات وصداع وإلتهاب الحلق ثم التقيؤ والإسهال وظهور طفح جلدي وإختلال في وظائف الكلي والكبد . وقد تعمدت سرد كل هذه الأعراض حتي لا تختلط أعراض المرض بالبرد التي يتوافق في بعض أعراضه مع أعراض المرض اللعين .
وإذا كانت مصر كما قلت لم يصلها الفيروس إلا أننا يجب عدم التهوين من إحتمال وصوله ومواجهة الخطر علي أساس قاعدة «الوقاية خير من العلاج » . وأساس هذه الوقاية «نظافة اليدين» لأن اليدين هما الوسيلة الرئيسية لإنتقال الجراثيم الضارة ،وغير ذلك تجنب السفر إلي البلاد التي وصلها الفيروس . وحتي اليوم لم تستطع محاولات الأبحاث سوي إنتاج لقاح تجريبي ضد الفيروس أنتجته كندا ويجب تخزينه في درجة 80 تحت الصفر كما لايمكن نقله بسهولة . وهناك شركة بريطانية تجري التجارب علي لقاح آخر ولكن حسب تصريحات مسئوليها لن يكون جاهزا قبل عامين .