بقلم : صلاح منتصر
أقطع اليوم شهادتى على ثورة يوليو حتى لا نغيب عن الأحداث لأسجل ملاحظاتى على مؤتمر الشباب الذى عقد أخيرا فى الإسكندرية :
الملاحظة الأولى أنه على عكس المعتاد فى كثير من الأعمال التى نبدأها بحماس وسرعان مايفتر تحمسنا لها، فإن مؤتمر الشباب الأخير وهو الرابع بدا أكثر تألقا ورسوخا وتواصلا، مؤكدا أن هذه المؤتمرات بدأت لتستمر منهج عمل وإبداع تنتقل من محافظة لأخرى .
الملاحظة الثانية حفاظ المؤتمر على ما التزم به منذ بدايته فى شرم الشيخ فى أكتوبر ثم فى أسوان (يناير) فالإسماعيلية (أبريل) من حيث توجهه لمصلحة مصر، فلا صور لرئيس ولا أغانى إلا لمصر .
الملاحظة الثالثة اللغة البسيطة السهلة والجادة التى تحدث بها الوزراء المشتركون مما يؤكد أن هذه المؤتمرات أفادتهم كثيرا فى توصيل أفكارهم إلى المواطنين خاصة وهم يجدون حالة من الإنصات الهادئ من جمهور القاعة تعطيهم فرصة الإبداع التى قد لا يجدونها فى البرلمان
الملاحظة الرابعة مشاركة أحد الوجوه الخبيرة من خارج دائرة المسئولين الحكوميين كما حدث هذه المرة مع الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادى الذى ركز على الثورة التكنولوجية والصناعية والزراعية التى سيراها العالم عام 2030 مما يقتضى أن نستعد من اليوم للاحتمالات القادمة ولا نصل بعد الجهد الذى سنبذله إلى مستقبل نجد أنفسنا فيه متخلفين عن عالم تقدمنا وسبقنا. ملاحظة فى غاية الأهمية.
الملاحظة الخامسة اهتمام الرئيس الواضح الذى يقبل به على كل جلسات المؤتمر ومداخلاته الدائمة التى تعطى الحوار جديته، وغير ذلك فرحة القلب التى تشع من عينيه وهو يستقبل المبدعين الذين يتم تكريمهم . فهو يكرم الفقر فى كفاح مريم فتح الباب ابنة حارس العقار صاحبة الـ 99% فى الثانوية، ويكرم إرادة التحدى فى ياسين الزغبى ابن الـ 18 عاما الذى فقد إحدى ساقيه بالكامل وطاف المحافظات بدراجته يسأل المواطنين شكاواهم ليحملها إلى الرئيس . وياله من مشهد عندما وصل ياسين القاعة حاملا بريد المواطنين بابتسامة تعكس أجمل مشاعر الرضا ليلقى نفسه بين أحضان الرئيس الذى قال له :«أنا باتشرف بيك » . كلام كبير جدا من إنسان قبل أن يكون الرئيس !