بقلم:صلاح منتصر
حضرت يوما الانتخابات البرلمانية فى إنجلترا وعدت من جولة فى شوارع لندن أسأل الدكتور عمرو عبد السميع مدير مكتب الأهرام فى العاصمة البريطانية: همه أجلوا الانتخابات؟ قال بدهشة: ليه؟ قلت: لأنى لم أجد لافتة لأى مرشح فى أى شارع. ضحك وقال: هيه كده الانتخابات فى البلاد «المتخلفة» دى!
وعندما رشحت نفسى نقيبا للصحفيين عام 2002 قررت أن أكون «متخلفا» فلم أطبع صورة ولم أعلق لافتة، وعندما دخل غرفة النقيب التى كنت أنتظر فيها الأستاذ سامى متولى مدير تحرير الأهرام فى ذلك الوقت وقال لى ونتيجة الانتخابات فى يده: هاردلك يا أستاذ صلاح، سعدت كثيرا بخبر سقوطى لهول الأمانة التى اكتشفت أننى سأتحملها لو نجحت بعد أن طفت لأول مرة كثيرا من دور الصحف. وحمل الأمانة الأستاذ جلال عارف الذى زادت صداقتى به بعد ذلك.
فى مصر أكاد أجزم أن عقدة اللافتات وصور المرشح هى التى تسيطر على مرشحى أى انتخابات، وآخرها انتخابات الأندية الرياضية التى تجرى قبل نهاية هذا الشهر. وقد تميزت لافتات مرشحى النادى الأهلى بلون فانلة النادى الحمراء وبنموذج واحد واضح أن يدا واحدة هى التى صممتها لجميع المتنافسين مع اختيار جبهة محمود طاهر شعار «معا» وجبهة محمود الخطيب شعار «بروح الفانلة الحمراء». ومن قراءتى للافتات أؤكد أن رئيس النادى المنتخب اسمه محمود!
نادى الصيد تسابق مرشحوه فى غزو كل الميادين والشوارع المحيطة بالنادى والتى أصبح واضحا أنها تستهدف المارة العاديين وليس أعضاء النادى، ومع كل يوم يمر يزداد جنون المرشحين بالبحث عن شجرة أو عمود نور خلا من صورة مرشح.
نادى الجزيرة استطاع مجلسه برئاسة اللواء عاصم عباس الحفاظ على أرستقراطية النادى ومنع اللافتات داخل وخارج النادى مع تعليق لوحة كبيرة بالنادى، تضم أسماء المرشحين (34 مرشحا) وشهرة كل منهم وأمام كل مرشح صورته وهذا هو المطلوب.
ورغم سجل اللواء عاصم الحافل فى إدارة النادى فقد رفض هو وأعضاء المجلس نزول الانتخابات بعد أن جربوا ضريبة العمل العام بإخلاص وصدق!