بقلم : صلاح منتصر
أبدأ بالأخطاء الشكلية التى مازالت تحدث لشخصية جمال عبد الناصر خاصة ببدلاته وكرافتاته وآخرها مسلسل الجماعة التى أدى فيها الفنان الأردنى ياسر المصرى شخصية عبد الناصر وقد ظهر فيها ببدلات وكرافتات غريبة على عبد الناصر الذى نعرفه . صحيح أنها شكليات ولكن فى الأعمال التاريخية يجب وجود متخصصين فى تتبع تفاصيل ملابس الشخصيات وقد كان عبد الناصر وله عديد التسجيلات من هواة البدلات رصاصية اللون والكرافتات المقلمة الهادئة .
الأداء كان رائعا من مختلف الشخصيات حتى أصحاب الأدوار الثانوية الذين صدقنا أنهم إخوان ، لكن ذلك لايمنع أن نخص بالذكر عبد العزيز مخيون فى شخصية الهضيبى المرشد وصابرين زينب الغزالى ونضال شافعى الشيخ حسن الباقورى وقد كان أقرب الجميع إلى شكله . أما محمد فهيم الذى أدى شخصية سيد قطب فهو اكتشاف راهن عليه العبقرى وحيد حامد لا أعرف كيف ، ففهيم ممثل كوميدى غير مشهور وقد صعد به وحيد حامد فنيا من الطابق الأرضى الذى كان يلهو فيه إلى الطابق الـ 09 !
للمسلسل نتائج مهمة وصلت للملايين منها :
1ـ أنه كانت هناك علاقة مؤكدة بين عبد الناصر ومعه عدد من أعضاء الثورة وبين جماعة الإخوان . وإلا ماكان قرارهم استثناء جماعة الإخوان من الحل ومطالبتهم الإخوان بالاشتراك فى الوزارة بثلاثة وزراء اختلفوا عليهم ، وغير ذلك وله دلالته : الإفراج فور الثورة عن قتلة المستشار الخازندار وقتلة رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى وهما جريمتان ماكان يجب التسامح مع مرتكبيها
2ـ أجاب المسلسل عن سبب إعفاء الرئيس محمد نجيب وهو تورطه مع الإخوان فى مؤامرة ربما كان نجيب معذورا فيها بسبب عدم التوافق مع ضباط الثورة الذين اختاروه واجهة لحركتهم وكانت المسافة بينهما بعيدة.
3ـ لم يحرص الإخوان على الثورة كما حاولت الثورة فى بدايتها أن تحرص عليهم وقد اتصلوا بالإنجليز والأمريكان وخططوا لاغتيال عبد الناصر.
4 ـ أوضح المسلسل مكانة الشرطة العسكرية للقوات المسلحة لأنها هى التى كشفت قبل الأمن مؤامرة سيد قطب
5ـ نعم كان هناك تعذيب ولكن كانت هناك اعترافات واضحة تدين الإخوان أدلى بها كثيرون أمام النيابة دون تعذيب.
ولكن يبقى الأهم وهو رسالة وحيد حامد من هذا المسلسل.
المصدر صحيفة الأهرام