بقلم : صلاح منتصر
من زمان لم أنبهر كما بهرنى «مشروع غليون للأسماك» المقام على مساحة أربعة آلاف فدان فى محافظة كفر الشيخ . وحسب تقدير منظمة الفاو فإن هذا المركز يعتبر سابع مركز من نوعه فى العالم والأول فى إفريقيا .
وقد وعدنا الرئيس السيسى منذ توليه بتوفير السمك للمصريين من خلال مشروعات الاستزراع التى كنت أتصورها «سمك فى ميه» فلما بدأت أقرأ وجدت أن المشروع «صناعة» بالغة الصعوبة، لكننى لم أتصور مصاعبها بهذا الحجم إلا عندما تابعت تليفزيونيا زيارة الرئيس للمشروع فى كفر الشيخ .
فقد احتاج المشروع إلى إقامة 1159 حوضا للأسماك، والجمبرى منها 28 حوضا لرعاية الأمهات و288 حوضا لرعاية اليرقات حتى عمر الفطام و83 حوضا للبلطي، و655 للجمبرى ، وأحواض للتزاوج بين الأسماك وأخرى للجمبرى ، وخطوط لمد الأحواض بالغذاء الذى تنمو عليه الأسماك والجمبرى ، و17 طلمبة لرفع المياه ، ومحطة صرف ومعالجة للمياه ، ومصنع للأعلاف التى تتغذى بها الأسماك، واخرى مختلفة لغذاء الجمبرى ، ومصنع للثلج ينتج 60 طنا يوميا للحفاظ على الإنتاج ، ومصنع فوم ، ومصنع تجهيز وتعبئة ، ومنطقة لإنتاج مفرخات الأسماك تنتج 20 مليون زريعة سمك و2 مليار يرقة جمبرى ، ومحطة كهرباء خاصة بالمشروع طاقة 80 ميجاوات حتى تضمن توفير الكهرباء دون انقطاع ، وترعة صناعية بطول 7 كيلومترات ، ومراكز أبحاث . وهى كما ترى مكونات مشروع ضخم لم يذكر المسئولون تكلفته ، ومع ذلك تشعر خلال التنقل داخل أقسام المشروع أنك داخل مستشفى على أعلى درجة من النظافة والعناية .
يعتمد المشروع على خبرة الصينيين، وهو أمر مهم فلم تعد مثل هذه المشروعات تتحمل المجازفة، فمن يقرأ عن الاستزراع يجد احتمالات الخطر فى كل خطوة . ينتج المشروع 28 ألف طن أسماك مياه مالحة، و32 ألف طن مياه عذبة، وسيتم تعبئة الإنتاج فى أكياس يسهل تخزينها فى ثلاجات البيوت . ورغم ضخامة المشروع فهو كما أكد الرئيس السيسى خطوة فى مشوار طويل، فهناك مزارع أخرى قادمة فى بورسعيد وفى المنزلة وغيرها ليتحقق حلم إنتاج احتياجاتنا من الأسماك .