بقلم ـ صلاح منتصر
حتى إذا اعتبر بعض المنتجين السينما وسيلة للكسب فإن ذلك يجب ألا يتم على حساب الأخلاق ولا على حساب الحفاظ على لمحة الجمال التى يجب أن تعلمها هذه الأفلام . ولهذا أود لو أن لجنة الدراما التى شكلها الأستاذ مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الأعلى للإعلام بقيادة المخرج الفاضل الأستاذ محمد فاضل اتخذت مايحقق منع ظهور التدخين فى أى عمل فنى يعرض على الشاشتين الصغيرة أو الكبيرة .
ومثل هذا القرار ليس بدعة نطالب بها، فمن يشاهد إنتاج الغرب يجد أنه انتهى تماما ظهور ممثل بسيجارة ، لأن حكومات هذه الدول قررت منع هذه المشاهد بعد أن تبين أن كثيرا من الشباب يجرون وراء تقليد نجومهم فى التدخين، فكان القرار الأخلاقى الذى التزم به المنتجون والمخرجون والفنانون، فى مصر الكارثة ياريتها على السيجارة ، وإنما الأدهى الشيشة التى أصبحت قاسما مشتركا فى معظم الأفلام ، وبينما كان تدخينها مقصورا على الرجال وفى السر، أصبح هناك ركن صغير فى المقاهى لغير المدخنين بينما المقهى على اتساعه لمدخنى الشيشة، وقد أصبحت الفتيات المدخنة للشيشة تفوق كثيرا أعداد الشباب . والفتاة سعيدة بما تمارسه متصورة أنها بذلك قهرت الرجل فى عادة تخصه، بينما الاثنان الرجل والمرأة يمارسان كارثة كبيرة لا يشعران بخطورتها، لأن التدخين مثل قطرات الماء التى قطرة بعد قطرة تملأ الكوب وتفيض وتبدأ الشكوى التى يجدها من يريد فى غرف العناية المركزة وعيادات أطباء الصدر والقلب والأورام السرطانية، ويبدأ الندم على ماضاع ولا يمكن استعادته .
أكتب هذا بمناسبة يوم 9 فبراير الذى جعلته منذ 25 سنة يوما لعدم التدخين . فليغرق المدخنون فى تدخينهم فى المقاهى ، ولكننا نتطلع إلى جيل جديد ..شباب جديد من الجنسين نتمنى إنقاذه ، ولهذا كما فعل العالم نريد أن نفعل هنا فى مصر أن نغلق باب التدخين على الفن . أن تكون الأفلام والمسلسلات دون تدخين بلا سجاير ولا شيشة ولا جوزة. هل هذا مستحيل ؟!
المصدر : جريدة الأهرام