بقلم ـ صلاح منتصر
كان الأمر صعبا منذ 25 سنة عندما كنا نحاول إقناع المدخنين بأضرار التدخين. فقد كان التدخين عملا مشروعا فى كل العالم، بل إن الحكومات كانت تشجع عليه باعتباره أهم موارد الضريبة. اليوم من السخف أن تتحدث عن ضرر التدخين، فليس هناك وسيلة إعلام لم تتحدث عن هذه الأضرار، أو أسرة لم تعان فقد أحد أفرادها بسبب التدخين، أودولة لم تضع محاذير على التدخين تصل إلى حد منعها التدخين فى جميع الأماكن المغلقة بما فى ذلك البيت الذى يسكنه المدخن ،فإذا كان لا يحس ولا يشعر ولا تهمه صحته فهناك الآخرون الذين يتعين حمايتهم من سمومه . حتى لاس فيجاس مدينة القمار لا يسمح فى كازينوهاتها بالتدخين رغم أن هناك من يتصور أن المقامر لا يستغنى عن التدخين الذى يساعده على تقبل مفاجآت المكسب والخسارة . ومع ذلك لا يدخن ملايين المقامرين مما يسقط عمليا حجة الذين يتصورون أن التدخين هو أهم وسيلة لتخفيف ضغوط الإنسان . فقد وجدوا أن ضغط المقامر يرتفع خلال المقامرة وضربات قلبه تزداد والتدخين يرفع الضغط أكثر. ونفس الشيء بالنسبة لرحلات الطيران مهما تطل والمطارات غير مسموح فيها بالتدخين ومع ذلك لايموت المدخن أو يغمى عليه.
وقد لا يصدق الكثيرون أن التدخين ينقص العمر ويعلنون أن العمر واحد ومكتوب ، وهذا صحيح ، ولكن فرق بين عمر تستمتع به حتى آخر يوم ،وعمر آخر تعيش سنواته الأخيرة فى عذاب الأمراض العديدة التى لم يعد هناك شك فى إصابة المدخن بها والمسجلة بعضها على علبة السجاير التى يشتريها المدخن ..فإذا أفلت من السرطان وقع فى أمراض الصدر أوالسكر أوالضغط أو الضعف الجنسى أو البصر وغير ذلك من قائمة الأمراض التى وجدوا أنها تتعقب المدخن . فإذا كنت تدخن فحاول أن تأخذ دقائق قليلة للتفكير وتسأل نفسك : لماذا أدخن ؟ وهل كل هذه الدول مغفلة ؟ ومن الذى سيربح من وراء عدم تدخينك ؟ ولماذا لا تكون الأفضل وترحم نفسك وتستمتع بحياتك وأولادك ..فكر قليلا وتذكر يوم 9 فبراير يوم عدم التدخين.
المصدر : جريدة الأهرام