بقلم : صلاح منتصر
دعوت الله أول رمضان أن يبلغنى شهر شوال إذا كان فى العمر بقية ، والحمد لله تحقق دعائى وأعاننى الله على صيام الشهر الذى يتميز عن باقى كل الشهور ليس بالصوم فقط وإنما ببدء نزول القرآن معجزة الإسلام إلى يوم القيامة .
قرأت يوما أن مستشرقا أعلن إسلامه بسبب الآيات التى تحدى فيها الله من يأتى بمثل هذا القرآن : «قل لئن إجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا» (الإسراء 88) وفى سورة البقرة 23 يقول الحق : «وإن كنتم فى ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وإدعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين».
يقول المستشرق إن الله تحدى جميع البشر أن يأتوا بسورة، وهو الأمر الذى لم ينطق به مؤلف واحد من مؤلفى ملايين المؤلفات التى ظهرت . فلم يجرؤ كاتب واحد على مر التاريخ مهما بلغت براعته وحكمته وثقته فى نفسه إعلان أن ما كتبه لا يستطيع آخر أن يكتب مثله ، ولكن القرآن إنفرد بهذا التحدى لأنه خارج عن منافسة البشر .
وفى القرآن آيات صعبة لغة ، ورغم ذلك فمنذ نزوله تمكن ملايين البشر ومازالوا من حفظ سوره ال 114 سورة عن ظهر قلب . وهو مالم يحدث لأى كتاب آخر ،لأن لكلام الله منحة إلهية لا يعرفها كلام آخر . وكثيرا ما نكون قرأنا إحدى سوره مئات بل آلاف المرات مثل سورة الفاتحة ورغم ذلك لا نشعر بالملل ، بينما أى مؤلف آخر لايستطيع الإنسان قراءته سوى مرات محدودة حتى من مؤلفه نفسه .
أقول ذلك فى نهاية الشهر الفضيل ولأعتذر عن رسالة بها أخطاء نشرتها عن إحصائيات لبعض الكلمات فى القرآن ( عمود 6 يونيو ) وقد أوضحت لى كثرة الرسائل التى تلقيتها من الأصدقاء القراء مع عتاب رقيق الخطأ الذى وقعت فيه ولكن بمحبة وثقة فى كاتب السطور مما يجعلنى أشكرهم . ويخفف عنى أن كلمة الجزاء ومشتقاتها جاءت فى القرآن 117 مرة، بينما كلمة المغفرة ومشتقاتها 234 مرة. لأن الله غفور رحيم.