بقلم : صلاح منتصر
صورة الأسبوع بل صورة العام كله الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية بمقامه العالى وهو يقف على سلم قصر
الاتحادية يمد يده إلى مقبض سيارة صغيرة حمراء ليفتح بابها لا لرئيس دولة زاره وإنما لفتاة من الشعب جاءته من قاع المجتمع . فتاة عاملة، أول مرة تدخل فيها قصر الرئاسة، بل أول مرة تلبس فيها هذه الملابس البسيطة التى ارتدتها بعد أن أبلغوها بأنها على موعد مع رئيس الجمهورية وهى التى لم تقابل فى حياتها رئيس الحى الذى تسكنه فى الإسكندرية . منى السيد إبراهيم بدر وهذا هو اسمها (35 سنة) ويالغرائب القدر عندما التقط عمرو أديب من «الإنترنت» صورة لها سجلها أحد المواطنين فى أثناء عملها اليومى الذى تمارسه من 20 سنة وهى تجر «تريسيكل» على طرق وعرة تملؤه بصناديق البضاعة التى توزعها على زبائنها .
وينشر عمرو الصورة فى برنامجه التليفزيونى معجبا بالفتاة المكافحة ، عارضا مكافأة لمن يدل عليها ليفاجأ بعد ساعات باتصال يكشف عنها وهذه هى بنفسها تتحدث إليك . ولكن عمرو يخاف ، فالاحتمال أن تكون مدعية ، ويطلب إلى مراسلة البرنامج فى الإسكندرية «دينا أبو الفضل» أن تبحث الحقيقة التى تؤكد أنها الفتاة المكافحة وأنها يتيمة الأبوين من صغرها وتعيش مع أخيها وزوجته فى «شقة متواضعة» تصعد إليها فى الدور السادس ، وكل مالها درفة دولاب بها «شوية هدوم» وكنبة ترتمى عليها حتى الصباح .
وسبحانك يارب عندما تريد ولا راد لإرادتك أن تكافئ الفتاة على جهدها ، فيرى الرئيس السيسى البرنامج، ويطلب أن تأتيه فورا . وفى صالون قصر الاتحادية تجلس «منى» على كرسى الرئيس، بينما يجلس الرئيس ضيفا أمامها . ويجرى حوار عفوى تقول فيه منى للرئيس «أنا سعيدة إننى شفتك» ويحاول الرئيس أن يغريها بأن تطلب فتطلب الستر . ورغم الفقر الذى تعيشه تقطر كلماتها بالرضا والحب الكبير لأخيها وزوجته مما يجعل الرئيس يقول : إنتى ماتعرفيش إنتى عملتى معايا إيه ؟ فترد ببساطة : علشان حظى إننى أشوفك وأتعرف عليك ! مشهد أراده الله لمنى وللرئيس ولمصر !