بقلم : صلاح منتصر
شهد تاريخ الانتخابات الأمريكية ظاهرة غير مسبوقة اسمها «ظاهرة ترامب» . وهى ظاهرة بدأت هذا العام منذ شهور قليلة عندما تقدم الملياردير رجل الأعمال «دونالد ترامب» ليزاحم 12 مرشحا تقدموا لنيل تسمية الحزب الجمهورى للترشيح لرئاسة الجمهورية .
ولم يكن فى سجل «ترامب» ما يؤيد اختياره من حزبه ، صحيح أنه ملياردير صاحب ثروة تزيد على أربعة مليارات دولار فى أعمال مختلفة على رأسها العقارات ، إلا أنه لا تاريخ سياسى له كما هى عادة أى مرشح لهذا المنصب الذى يغرق صاحبه فى شئون السياسة . ثم إنه تزوج ثلاث مرات وعاشق للنساء و«مدب» يقول ما يرد على لسانه ، ويحادث الناس بأسلوب بسيط «وبفلوسه» رشح « ترامب » نفسه فى الوقت الذى تعامل معه الإعلام على إعتباره « نكتة» يسلى بها الأمريكيين ، إلى أن جاءت المفاجأة الأولى عندما تمكن «ترامب» من إقصاء منافسيه ال12 داخل حزبه خبراء السياسة وأصحاب التاريخ الحافل وأن يحصل على تسمية حزبه رئيسا لأمريكا . وبتسريحة شعره الملون التى تشبه الشمسية وطريقته فى الكلام نجح «ترامب» بسرعة غريبة فى جذب الملايين ليس فى أميركا وحدها وإنما فى كل العالم الذى أصبح يعرف عنه أكثر من أى أمريكى آخر
وباعتراف مسئولى الإعلام الذين عاصروا عديدل من المرشحين لم يمر عليهم مرشح سجل ارتفاعا فى عدد مشاهديه مثل « ترامب «الذى أصبح الإعلام يجرى خلفه بعد أن كانت العادة أن يجرى المرشح وراء الإعلام .
ومع شق ترامب طريقه وقرب المعركة الانتخابية تنبه الإعلام إلى « خطورة النكتة «التى روج لها فحاول فضحها. وتكتلت وسائل الاستطلاع والإعلام الأمريكية القوية وعلى رأسها نيويورك تايمز وواشنطن بوست وسى إن إن ومختلف الأسلحة الإعلامية الحادة لقطع شرايين ترامب إلا أن تأثيره كان قد نفذ . واليوم بصرف النظر عن أى مقالات أو أحاديث تحليلية فقد أصبح العالم كله يعيش واقعا جديدا اسمه «ترامب»!