بقلم : صلاح منتصر
شرم الشيخ : كان يوما طويلا بدأناه فى الثامنة صباحا وانتهى فى العاشرة والنصف مساء ، ومن خلال ست قاعات تحولت إلى ورش حوار جرت فى اليوم الأول وحده للمؤتمر الوطنى للشباب مناقشة 22 موضوعا متنوعا من سياسة واقتصاد ورياضة وفن وثقافة وغيرها
ربما كان أهمها جلسة الحوار التى دارت حول أزمة سعر الصرف وحضر الرئيس السيسى فى منتصفها وبعد نصف ساعة أجرى مداخلة أعتبرها الأخطر فلم أشهده يتحدث بالصورة التى تحدث بها وهو يوجه رسالة التنبيه التى وجهها إلى كل مصرى من خطر بالغ يهدد الوطن !
لما طلبتونى ـ قال الرئيس ـ لم أفكر ثانية واحدة فى نفسى أو أولادى ووجدوتونى ولم أبخل عليكم بحياتى ، ودلوقت جه الدور عليكم وإنتم وعدتونى إنكم تقفوا معايا . أنا مش طالب حياتكم ولكن طالب إنكم تكونوا أمة ذات شأن تصبر وتتحمل . إذا كان فيه حد بيتابع الواقع يستطيع أن يدرك أن المصريين استطاعوا أن يفسدوا خطط أهل الشر بتماسككم . ولهذا النهارده بيعملوا اللى بيعملوه ليضربوا هذا التماسك ويكسروه .
ليضربوا إرادة المصريين ويحولوا مشروعات الإصلاح التى نقيمها إلى أنها ضد مصلحة الشعب لتصبح وسيلة ضغط على المصريين وتصيبهم بالإحباط . وأخطر من كده إفساد العلاقة بين القوات المسلحة والشعب علما بأن تسليح الجيش من موازنة الجيش وليس من ميزانية الدولة . واعتماد الدولة على الجيش فى تنفيذ المشروعات كان ضروريا لأنه مع الإجراءات البيروقراطية المعروفة والفساد الذى لا ننكره لم يكن ممكنا أن نتم المشروعات التى نعمل فيها قبل 20 سنة . وأنا أعلن ـ قال الرئيس السيسى ـ أنه فى سنة 2018 سأسلم مصر 1325 مشروعا فلا تبخلوا على بلدكم . لا تتركوهم يكسروا تماسككم وتحملوا شوية لأن مايعد لكم خطير هدفه إثارة حالة من السخط تدفع البعض إلى التحرك وخروج الأمور عن السيطرة فهل ستتركوهم يحققوا خطتهم ؟
وكنت قد ملأت عشرين ورقة بما جرى فى مناقشات ثلاث جلسات حوار حضرتها ، لكن أمام رسالة التنبيه التى وجهها الرئيس كان ضروريا أن تكون رسالة التنبيه باعتبارها الأهم والأخطر والأوضح !