بقلم : صلاح منتصر
تابع ذكريات حرب لا تنسي (6) بدأت الحرب يوم 6أكتوبر 73 في الثانية بعد الظهر بعد سلسلة من العمليات الخداعية التي يتم تدريسها، والتي جعلت إسرائيل تفاجأ بالحرب .
كانت البداية طلعة الطيران التي تم الحرص علي أن تفتتح أعمال القتال لتعطي القوات المقاتلة والشعب شحنة معنوية ترد علي إسرائيل التي بدأت حرب 67 بقيام طائراتها بتدمير طائراتنا وهي رابضة فوق الأرض في المطارات . إلا أنه في 73 اختلفت مهمة الطيران المصري التي كانت التمهيد لعبور قواتنا إلي الشرق بتدمير مقار العدو الإسرائيلي في سيناء وكانت ثلاث قواعد ومطارات ، وعشرة مواقع صواريخ مضادة للطائرات ، وثلاثة مراكز قيادة، وعددا من محطات الرادار ومرابض المدفعية . وقد نجحت الضربة الجوية الأولي في تحقيق هذه الأهداف كما هو مطلوب مما ألغي طلعة ثانية كان مفروضا القيام بها لاستكمال المهمة .
(7) تحدد هدف حرب أكتوبر كما ورد في «التوجيه الإستراتيجي» الذي وجهه الرئيس السادات القائد الأعلي للقوات المسلحة إلي المشير أحمد إسماعيل القائد العام في : كسر وقف إطلاق النار لإزالة حالة الجمود العسكري علي الجبهة / تكبيد العدو أكبر خسائر / تحرير الأرض علي مراحل حسب قدرات القوات المسلحة .
(8) في كل السيمفونيات لا تعزف الآلات المختلفة مرة واحدة بل تتوالي حسب التوزيع المحدد ، وهكذا فإنه يوم 6 أكتوبر بعد طلعة الطيران التي قامت بها 180 طائرة توالي انطلاق الأسلحة المختلفة: 2000 مدفع فتحت نيرانها لمدة 53 دقيقة بمعدل 175 دانة في الثانية الواحدة ، وتحت ستر هذه النيران بدأ إنزال 750 قاربا مطاطا حملت قواتنا إلي الساتر الترابي علي الشاطئ الآخر وقد اعتلوه بـ 1500 من سلالم الحبال في الوقت الذي راح رجال المهندسين يوجهون 350 مضخة شديدة القوة في اندفاع المياه لفتح ستين ممرا في الساتر الترابي العالي لمد كباري عبور المعدات الثقيلة .
وفي وسط هذه السيمفونية بأسلحتها المختلفة ، علا صوت الجنود الذين حملتهم القوارب إلي الشاطئ الآخر بهتاف الله أكبر . وفي مساء ذلك اليوم كان المهندسون قد فتحوا طريق المقاتلين بدباباتهم ومدرعاتهم ومدافعهم إلي سيناء من خلال 12 كوبرى و30 معدية.