بقلم : صلاح منتصر
شاهدت مدنا كثيرة من نافذة الطائرة ، لكننى لم أشهد مدينة بجمال شرم الشيخ ومبانيها البيضاء التى لا يزيد ارتفاعها عن طابقين ، لكن من أول لحظة نزلنا المطار أحسسنا أننا فى جنة دون ناس .
ذهبت شرم الشيخ لحضور مؤتمر الشباب، وكان معنا على الطائرة مجموعة من أعضاء مجلس النواب استسلموا لعمليات التفتيش التى لم تستثن أحدا مع خلع الاحذية وتفريغ مافى الجيوب وفك الحزام وترك موظف الأمن «يفعص» فيما بقى وكأنه غير مصدق أنه بعد هذا العمر نريد أن نمضى مابقى فى سلام.
الفندق جميل وخضرته ممتدة وغرفه واسعة لكن هذا الجمال مهجور لظروف السياحة المضروبة منذ حادث سقوط الطائرة الروسية قبل سنة . لهم الله أصحاب الفنادق.
فى مساء يوم وصولنا أعد الفندق مكانا فى الهواء لمتابعة مبارة الزمالك وفريق صن داونز. ذهبنا الزميل الأستاذ مكرم محمد أحمد والزميل الأستاذ يوسف القعيد وأنا، وجلسنا وحدنا ولكن سرعان ما توافد عشاق الكرة حتى امتلأ المكان وقد اكتشفت من أسئلة الزميل يوسف القعيد أنها أول مرة يتفرج فيها على مباراة كروية . وفى الأول كان على وشك أن يفارقنا لكنه بعد ربع ساعة بدا مستمتعا وظل حتى تسليم الكأس وأنه مقبل على فترة جديدة من حياته عرف فيها الطريق الى الكرة . الزميل مكرم على العكس كان ملتزما الصمت طوال المباراة لكنه لم يرفع عينيه عن الشاشة . ارتفعت صيحاتنا بعد أن بدا أن أمل الزمالك خاب وتبين أن معظم المتفرجين «أهلوية» لكنهم خلعوا ثياب التعصب لناديهم وراحوا بصوت مرتفع يشجعون فريق الزمالك .
انتهت المباراة بدموع كثيرة من اللاعبين ومن متفرجات يرتدين فانلة الزمالك ، وحتى حازم امام محلل المباراة اعترف قبل المباراة بأنه فى غاية التوتر وبعد المباراة تأخر قبل أن يظهر ليجفف دموعه .
قبل أن أنام تذكرت جملة قالها أحد العمال لزميل عندما شكره على مؤتمر الشباب وأنه بسبب ضيوف المؤتمر أصبح الفندق الذى يعمل به يطبخ وبذلك ـ قال العامل ـ ضمن طعاما كان محروما منه عدة شهور . طار النوم من عينى عندما تذكرت الجملة !