بقلم : صلاح منتصر
ماالذى يجرى فى السعودية ؟ ففى يوم 24 أكتوبر على وجه التحديد أعلن الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية أمام 2500 شخصية من 60 دولة كانوا يحضرون مؤتمرا عن مستقبل الاستثمار فى المملكة أنهم لن يسمحوا فى السعودية أن يعيش الشباب السعودى الذى يمثل 70% من الشعب الأفكار المتطرفة التى سادت منذ ثورة الخمينى فى إيران قبل نحو 35 سنة مضيفا: سوف ندمر أصحاب هذا التطرف، معلنا بذلك ثورة فكرية وإصلاحية اجتماعية.
ويوم 4 نوفمبر بعد عشرة أيام أعلن خادم الحرمين الملك سلمان ما اسمته عناوين الصحف السعودية : عاصفة بأمر الملك تقتلع جذور الفساد فى المملكة .
وفى أوامر ملكية مفاجئة تم إيقاف 11 أميرا و38 وزيرا ونائب وزير ورجل أعمال تم منعهم من السفر ووضعوا تحت التحفظ إلى أن تتولى لجنة عليا برئاسة الأمير محمد بن سلمان حصر قضايا الفساد وتتبع الأموال والأصول ومنع نقلها أو تحويلها من قبل الأشخاص أيا كانت صفتهم واتخاذ ماتراه اللجنة بحق الأشخاص وأموالهم فى الداخل والخارج، ورفع التقرير الذى تنتهى إليه اللجنة إلى الملك لإصدار الأوامر والقرارات اللازمة .
ولأول مرة فى السعودية تتحدث الصحف بصراحة كاملة عن أسماء كانت لها مهابتها بل وقداستها وقد أصبحت اليوم فى دائرة الاتهام. وتقول إحدى الصحف السعودية إن أبرز ما كشفته المراجعات التى قام بها مجلس الشئون الاقتصادية والتنمية أن هناك زيادة تتراوح بين 15 و25 فى المئة فى تكلفة المشروعات التى دفعت فيها المملكة مئات المليارات مما يعنى وجود عمليات سرقات وفساد.
وهكذا فى خلال عشرة أيام فقط أعلنت السعودية ثورة فكرية لتدمير التطرف، وثورة إدارية وأخلاقية لملاحقة «الفساد» الذى شمل أسماء كبيرة جدا جرى اتهامها. وبالطبع لايمكن فصل هذه الثورات المفاجئة فى مملكة كانت تلتزم بالحرص والخطوة البطيئة الهادئة، عن بزوغ الأمير محمد بن سلمان ( 32 سنة) بشبابه وحيويته وأفكاره الإصلاحية . إلا أن السؤال الآخر : هل هناك علاقة بين هذه الثورة والصاروخ الذى أطلق من اليمن على الرياض وتم إبطاله ؟