بقلم : صلاح منتصر
لا أعرف الفنانة شيرين وأول مرة شاهدتها كانت من فترة فى أحد برامج المسابقات التى كانت عضوة فى لجنتها لاكتشاف أصحاب الأصوات الواعدة ووجدتها تتصرف بطفولة عفوية وشقاوة أكثر من اللازم . إلى جانب ذلك فشيرين تملك صوتا جميلا وبشرة بلون مياه النيل عندما كانت تحمل الطمى .
وقد أهانت شيرين نهر النيل رمز الحياة للمصريين فى عبارة غير لائقة وصفتها هى فى اعتذارها الذى كتبته «دعابة سخيفة لو عاد بى الزمن لما كررتها» . لكن الغريب أن هذه العبارة قالتها منذ نحو سنة عندما كانت تحيى حفلا فى الشارقة وطلبت منها إحدى الحاضرات أغنيتها المعروفة «ماشربتش من نيلها» التى غنتها لأول مرة عام 2008 ، وأجابتها شيرين بشقاوتها التى زودتها بما يعنى أن من يشرب ماء النيل تصيبه البلهارسيا . وهو رد يعكس جهل شيرين بالبلهارسيا التى تصيب ديدانها جلد الإنسان عند النزول إلى مياه الترعة الملوثة بهذه الديدان فتتسلل من الجلد مع الدم حتى تصل إلى الأوردة الكبدية . أما لو شرب الإنسان هذه المياه الملوثة فإنها ما إن تصل إلى المعدة فإنها تموت بفعل العصارات الهاضمة ، بالإضافة إلى أن سرعة مياه النيل لا تترك الفرصة للقواقع التى تتوالد فيها هذه الديدان كما يحدث فى مياه الترع الراكدة .
العبارة التى قالتها شيرين بلا شك لا تليق ، لكن اللافت أن هناك يدا حفرت واستخرجتها بعد هذه الشهور وعرضتها بقصد واضح، إن المنافسة غير المشروعة وراءه وكما لو كانت قالتها أخيرا ، ثم بدأت ماكينة الإثارة إلى درجة المطالبة بإعدام شيرين .
والخطأ واضح كما قلت ويستحق المحاسبة ، ولكن ليس لدرجة إعدام صاحبته ، ففى الوقت الذى كان المصرى القديم يؤكد أن سجل أعماله لا يتضمن تلويث مياه النيل ، فإن فى مصر اليوم الآلاف بل الملايين الذين يلوثون هذه المياه ويستحقون الحساب والمحاكمة.
فى النقابة التى تتبعها شيرين يمكن وقفها عن الغناء ثلاثة أشهر بسبب الخطأ الذى ارتكبته ، ولكن لا يكون عقابها إعدامها وهى صاحبة صوت مصرى جميل يعد رصيدا للمصريين يجب الحفاظ عليه !