بقلم : صلاح منتصر
جاءتنى شكوى كشفت لى مدى الإرهاق الشديد الذى نحمله لتلاميذنا والقلق والخوف الذى يعيشه الآباء والأمهات يوميا طوال فترة الدراسة للاطمئنان على وصول أولادهم إلى المدارس وعودتهم منها إلى جانب المليارات التى ننفقها فى البنزين والاختناقات التى نسببها فى المرور كل يوم بسبب بعد المدارس عن سكن التلاميذ .
الشكوى قد تكون بسيطة ويقول صاحبها إن ابنته «مها محمد حسين مرزوق» نجحت فى امتحان ثالثة إعدادى فى مدرسة المنوات الإعدادية فى محافظة الجيزة . وكانت مها تنعم فى هذه المدرسة بأنها بجوار البيت . خطوتين وتكون فى المدرسة صباحا وخطوتين وتعود منها إلى البيت مساء ، فلما نجحت فى الإعدادى وأرادت الالتحاق بمدرسة الثانوى صنايع بنات، وهى المجاورة لمدرسة المنوات وللبيت ، صدمها «مكتب التنسيق» الذى رفض قبول أوراقها لأن مجموعها 170 ومكتب التنسيق يبدأ من 180 . وهو مايعنى أن تبحث عن مدرسة بعيدة عن البيت تستخدم فيها المواصلات إذا أرادت الدراسة .
مثل هذا الموقف يواجه بلا شك آلاف التلاميذ ذكورا وإناثا ويجد الآباء أنفسهم يبحثون لأولادهم عن مدارس بعيدة عن سكنهم ، فالذى يسكن فى بولاق لا يجد مدرسة لابنه إلا فى إمبابة والذى يسكن فى إمبابة لا يجد المدرسة التى تقبله إلا فى بولاق ، ويدوخ الآباء على توفير سبل المواصلات لأبنائهم كل يوم، وتحرق وسائل المواصلات كميات ضخمة من البنزين فى مشاوير كان يمكن توفيرها لو إستقر كل تلميذ فى المدرسة القريبة من بيته وذهب إليها مشيا ، علما بأن هذا أحد شروط التعليم فى أمريكا . أن تكون مدرسة التلميذ فى حيه طوال مرحلة ماقبل التعليم الجامعى حتى توفر للتلميذ فى سنوات التلمذة حياة هادئة مستقرة ولأسرته الاطمئنان، وتوفير فلوس المواصلات التى تضيع فى تنقلاته . أما فى مرحلة الجامعة فيشترط أن يدخل الطالب جامعة فى غير ولايته حتى يتعلم كيف يواجه الحياة بعد أن كبر .
أعرف أن الدكتور طارق شوقى يفكر خارج الصندوق ولعله يجد حلا يسهم به التعليم فى حل مشكلات المروروالوقود والأهم راحة الأبناء والآباء!
المصدر : صحيفة الأهرام