بقلم : صلاح منتصر
فى إسكتلندا كان هناك فلاح فقير يعانى من الفقر الشديد . ذات يوم، وبينما يتجول فى أحد المراعى سمع صوت الكلب ينبح نباحا مستمرا جعله يذهب سريعا حيث وجد طفلا يغوص فى بركة من الوحل وهو يصرخ بفزع من الرعب . ولم يفكر الفلاح بل قفز بملابسه فى بحيرة الوحل وأمسك بالصبى وأخرجه منقذا حياته. وفى اليوم التالى جاء الفلاح رجل تبدو عليه علامات النعمة والثراء وقد أدرك الفلاح أنه والد الصبى الذى أنقذه فى اليوم السابق .
قال اللورد الثرى للفلاح : لو ظللت أشكرك طوال حياتى فلن أوفيك حقك، فأنا مدين لك بحياة ابنى فاطلب ما تشاء من أموال ومجوهرات أو مايقر عينيك. قال الفلاح: سيدى اللورد أنا لم أفعل سوى مايمليه على ضميرى، وأى فلاح مثلى كان سيفعل مافعلته، فابنك هذا هو ابنى . قال اللورد : حسنا طالما تعتبر ابنى مثل ابنك فأنا سأتولى مصاريف تعليم ابنك حتى يصبح رجلا صالحا لبلده وقومه.
لم يصدق الفلاح فأخيرا سيتعلم ابنه فى مدارس العظماء، وبالفعل تخرج ابن الفلاح واسمه «فليمنج» فى مدرسة «سانت ماري» للعلوم الطبية. وأصبح هذا الصغير ابن الفلاح الفقير متعلما بل عالما كبيرا اشتهر باسم سير الكسندر فليمنج (1881ـ1955) مكتشف البنسلين أول مضاد حيوى عرفته البشرية عام 1929 ويعود له الفضل بعد الله فى القضاء على معظم الأمراض الميكروبية، ولذلك حصل على جائزة نوبل عام 1945 .
لم تنته القصة فحينما مرض ابن اللورد الذى أنقذه فليمنج من الغرق وأصيب فى كبره بالتهاب رئوى كان البنسلين هو الذى أنقذ حياته .لكن المفاجأة الأكبر أن هذا الصبى ابن اللورد الذى أنقذ فليمنج الأب حياته من الغرق وأنقذ فليمنج الابن حياته من الموت بفضل البنسلين، هو نفسه إبن اللورد راندولف تشرشل صاحب الاسم الشهير «ونستون تشرشل» أعظم رئيس وزراء بريطانى الذى قاد الحرب ضد هتلر فى الحرب العالمية الثانية ( 1939ـ1945).