بقلم : صلاح منتصر
مما علمته لنا سوابق التاريخ أن أى دكتاتور يتعرض لمحاولة تمرد أو انقلاب فشلت فى الاطاحة به، الا وخرج منها أكثر دكتاتورية ووحشية. وتأكيدا لذلك كان أول تصريح أدلى به الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بعد فشل العملية التى عاشتها تركيا ليلة الجمعة الماضية: هذه الحركة هى لطف من الله لأنها ستساهم فى تنظيف القوات المسلحة. وقال مضيفا انه يتعهد بتطهير الجيش بنفس أسلوب التعامل مع الارهابيين. وبالفعل فإنه خلال الأيام القليلة الماضية كان هناك قتلى بالمئات ومصابون بالآلاف، وفى واحد من القرارات الخطيرة التى أصدرها أردوغان انشاؤه فرقة أطلق عليها فرقة انفاذ القانون، لتتولى تنفيذ القانون كما يريده هو .بهذا المفهوم أتوقع:
1ـ أن يخرج أردوغان من الحركة محققا أكثر مما كان يطمع فيه من السيطرة على كل مفاتيح السلطات فى يده خاصة أنه شخصيا من محبى السلطة.
2ـ سوف يظل الحديث لفترة عن استمرار حالة الخطر التى تتعرض لها تركيا بما يعطى أردوغان حرية اتخاذ القرارات التى تحقق حماية البلاد من الخطر المنتظر.
3ـ سوف تشهد تركيا أكبر عملية اعتقالات ليس فى الجيش الذى قيل إن نحو ألفى فرد منه قاموا بالمحاولة التى لم يكتب لها النجاح لأنهم بدأوا الحركة دون التنسيق مع رئاسة أركان الجيش مما جعل الحركة محكوما عليها بالفشل.
4ـ سوف يستعيد أردوغان نظام «الأخ الأكبر» الذى عرفته الدول خلال الحكم الشيوعى الذى جعل كل مواطن رقيبا على زملائه . وسوف تصبح حجة أردوغان كما هو مبرر كل دكتاتور حالة الخطر التى تهدد البلاد.
5ـ أثبتت الأحداث الأخيرة نجاح أردوغان فى السيطرة على أدوات الدولة العميقة وفى تكوين موالين له من الشعب كانوا أول من تصدوا للعسكريين الذين حاولوا الانقلاب . والى حد ما يمكن وصف حكم الإخوان فى مصر بأنه كان يهدف لو طال ثلاث أو أربع سنوات إلى احكام القبضة على مفاصل الدولة بما يحقق سيطرة الإخوان فى مصر 500 سنة كما ذكر ذلك أحد قيادييهم!