بقلم : صلاح منتصر
فتحت بريدى منذ يومين فوجدت رسالة تتصدره تقول :«أنا منير عبد النور. أنا فى ليماسول بقبرص وقد فقدت لتوى فى سيارة تاكسى حقيبتى الخاصة التى بها تليفونى وفلوسي . فى حاجة الى مساعدة منك لمواجهة الموقف .»
الرسالة وهى بالإنجليزية تؤكد أمرين الأول أنها مرسلة من عنوان البريد الالكترونى لمنير الوزير السابق المعروف للسياحة والصناعة ،أما الحقيقة الثانية فهى أنها رسالة عبيطة مرسلة من نصاب جاهل اختار شخصية لا يعرفها ولايعرف أن منير لو تعرض لمثل ماذكره لوجد الكثيرين الذين يعرفونه فى أى مكان ويسعدون لمساعدته دون حاجة لاطلاق هذه الرسالة التى تشبه رسائل sos اى انقذونا .
وعند ما اتصلت بمنير ضاحكا كشف لى أن النصاب نجح فى اختراق بريده وأرسل رسالة الانقاذ التى وصلتنى الى قائمة كبيرة من أصدقائه منهم الذى فى روسيا وأسبانيا وسويسرا وقد فوجئ منير باتصالاتهم التى كانوا متأكدين فيها انها عملية نصب ولكنهم أرادوا تحذيره عمليات النصب إذن مستمرة ويسميها المهندس «عمر سامى» مؤسس موقع egypt14.com باسم fishing أى تصيد فالرسالة التى تصلك تذهب إلى مئات غيرك من الذين تمكن مرسلها من جمع عناوينهم وكل رسالة عبارة عن «سنارة» فى الفضاء تنتظر من يلتقط الطعم, وقد تصادف قبل اسبوع ان تعرضت لفخ ذكى عبارة عن رسالة يبلغنى مرسلها وهى «مؤسسة مصرفية » لا اعرفها انها خصمت من حسابى لديها مبلغ كذا.
ولأنى ليس لى معرفة بالمؤسسة المذكورة فالمفروض أن أبادر بالرد وابلغها أنه لا حساب لى عندهم وأصحح البيانات التى كتبوها . وهنا أكون التقطت الطعم لأن كل المطلوب اسمى الذى لا يعرفونه وبياناتى .
ذلك أن جميع رسائل النصب المرسلة لاتتضمن فى بدايتها اسم المرسل إليه لأن المرسل لا يعرفه، بالإضافة إلى أنه كما ذكرت يكتب نسخة واحدة من الرسالة تبدا بكلمة «عزيزى» يرسلها إلى أكثر من مائة عنوان ينتظر من يبتلع الطعم ويرد عليه. ولهذا فالنصيحة الأولى والأخيرة ألا ترد على الرسالة وأن تعرف أن السماء لا تمطر ذهبا إلا إذا كنت غاوى نصب!