صلاح منتصر
بدأت الحكاية يوم 9 أغسطس الماضى عندما كان الشاب الأسود مايكل براون (18 سنة) يسير وسط أحد شوارع «فيرجسون» وطلب منه «دارين ويلسون 28 سنة» رجل الشرطة الذى كان يمر بسيارته أن يسير على الرصيف.
وفى لحظات تطور الموقف. قيل إن الشاب «براون» شتم «ويلسون» وأن الأخير بسرعة مد يده إلى مسدسه وصوب على قدم «براون» الذى ارتفع صوته أكثر، فما كان من ويلسون إلا أن ترك مسدسه ينهى العملية ويقتل الشاب.
«فيرجسون» عبارة عن ضاحية من ضواحى مدينة «سانت لويس» فى ولاية ميتزورى يسكنها أقل من 22 ألفا فى مساحة 16 كم مربع وفى اليوم التالى 10 أغسطس تجمع عدد من السكان ووضعوا باقات من الزهور والشموع فى موقع مقتل الشاب براون، ولكن قيل إن رجل شرطة جعل الكلب يقضى حاجته فى المكان، وجاءت سيارة شرطة أخرى ودهست الزهور والشموع، لتبدأ الاحتجاجات والمظاهرات والصدامات التى استمرت أكثر من أسبوع نهبت خلالها عدد من المحال وأحرقت المصالح الحكومية وسيارات الشرطة وجرى استخدام الشرطة لقنابل الغاز والرصاص المطاطى ولكن دون قتلى. ثم ما إن هدأت البلدة حتى جاء قرار المحلفين (ستة من البيض وثلاثة من السود) يوم الاثنين الماضى برفض توجيه الاتهام إلى رجل الشرطة ويلسون بقتل الشاب «براون»، وخرج ويلسون يقول إنه أدى واجبه وأن ضميره مرتاح فيما فعله.
وقد عادت المظاهرات للاندلاع فى «فيرجسون» وفى مدن أخرى وبصورة أقوى مما حدث قبل شهرين مع اندلاع الحرائق ونهب المحال وإطلاق الشرطة أعيرة الرصاص المطاطى. وسواء استمرت هذه المظاهرات أو توقفت فالدلائل الواضحة أن الذى ضاعف من نيرانها قرار قضائى بصرف النظر عن خطائه أو صوابه ولكن على الدولة أن تحميه ولا تستطيع التدخل فيه وهو مايجب على أمريكا مراعاته بالنسبة للدول الأخرى. الدلالة الأخرى أن حكاية المساواة بين السود والبيض فى الدولة العظمى مازالت تحيط بها الشكوك وأن أمريكا تعيش فوق بركان من العنصرية رغم أن بالبيت الأبيض حاكما أسود!