صلاح منتصر
وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى «لبنة جديدة» فى صناعة المستقبل فى مصر الجديدة، فقد طرح الرئيس مبادرتين جديدتين أمام الدورة التاسعة عشرة لمعرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتختص الأولى بتصميم وصناعة الالكترونيات، والثانية مبادرة التعليم التكنولوجى للشباب المصري.
وتعكس هاتان المبادرتان اهتمام الرئيس السيسى بصناعات المستقبل التى تنتظرها آفاق كبيرة، على الرغم من كل الزخم الحالي، وتعد صناعة الالكترونيات من أهم الصناعات الحالية وفى المستقبل، ومما لاشك فيه أن مصر بما تضمه من «كوادر بشرية» هى من أكثر الدول العربية والافريقية تأهلا لكى تكون «مركزا لامعا» للأبحاث والتطوير والصناعة لكبرى الشركات المتعددة الجنسيات والشركات الاقليمية والمحلية، وتأتى هذه المبادرة فى إطار سعى مصر لاقامة «وادى التكنولوجيا» الذى سيكون مصدر إشعاع فى المنطقة بأسرها.
وفى الوقت نفسه لم يعد خافيا اهتمام القيادة المصرية بالتعليم بوصفه «الرافعة الحقيقية» لانطلاق مصر تجاه المستقبل، وتحقيق حلم «نمر مصري» على ضفاف النيل. ومن هنا فإن مبادرة التعليم التكنولوجى للشباب المصرى تأتى فى إطار استراتيجية الدولة المصرية للدخول بقوة إلى اقتصاد المعرفة.
وسوف تشهد الفترة المقبلة «تعاونا مكثفا» مع اليابان وبقية دول النمور الآسيوية والصين فى مجالات التعليم ونقل التكنولوجيا وعمليات التصنيع لمنتجات فائقة الدقة والتطور التكنولوجي، ويكفى هنا الاشارة إلى تجربة نجاح عملاق تكنولوجيا الاتصالات «سامسونج» فى عملية التصنيع والتصدير إلى 12 دولة من قاعدة انتاجه فى مصر. ولاتزال تجربة النجاح هذه تغرى الكثير من الشركات العالمية الكبرى فى التعرف على «مناخ الأعمال والاستثمار» فى مصر.
ويبقى أن القيادة المصرية تعمل بدأب ومثابرة منقطعة النظير فى إرساء «قواعد ثابتة» لصناعة المستقبل فى مصر، وذلك اعتمادا على توطين «الصناعات المتقدمة» وإعداد الكوادر البشرية المؤهلة على أعلى مستوى للتقدم المنشود.