صلاح منتصر
منذ أيام نشرت الصحف خبرا يقول إن أهم أسباب غرق الاسكندرية قبل اسبوعين قيام إخوان الإرهاب بسد بالوعات المدينة . بينى وبين نفسي لم أصدق
الخبر . وتذكرت العمل البطولى الذى حمى أبطالنا المقاتلين فى حرب 73 من المواسير التى مدتها إسرائيل من داخل سيناء إلى شاطئ قناة السويس وجهزتها لتفريغ كميات كبيرة من النابالم الذى تشعله لتحرق بها الجنود المصريين اذا فكروا فى عبور القناة . وقد اكتشفت الضفادع البشرية أن هذه المواسير موجودة على طول القناة بأعداد كبيرة ، وأن إسرائيل حرصت على جعل فتحاتها مختلفة الأقطار وبعضها متعرج أو غير منتظم مما يتطلب لسدها صنع طبات مختلفة حسب مقاس كل ماسورة ووقتا طويلا ينبه بالتأكيد اسرائيل ويجعلها تمنع إتمام العملية .
والذى لم يأخذ حقه فى الاعلام توصل وقتها مجموعة من الباحثين الشبان فى البحرية المصرية إلى تصنيع طبة أو سدادة ماسترس على طريقة المفتاح الماستر فى الفنادق . وفى ليلة العبور فى أقل من نصف ساعة تمكن رجال الضفادع البشرية من سد جميع فوهات مواسير النابالم وإفساد هذا السلاح الذى لم تستطع إسرائيل استخدامه بعد أن كانت واثقة أنه يحميها من العبور المصرى .
حكاية قديمة وفخر لعلمائنا المصريين ، لكن الذى أغضبنى وحزنت له ما سمعته من مسئول كبير أن جهازا أمنيا مهما قدم تقريرا منذ ثمانية اشهر يفيد بأن الاخوان فى إطار خطة التخريب التى يمارسونها يقومون بسد بالوعات المدينة حتى اذا واجهت أمطار الشتاء يصادف المطر بالوعات مسدودة فتغرق المدينة ويثور غضب المواطنين مما يحقق خطة الاستفزاز التى يقوم بها الإخوان فى إطار تصورهم هم وحلفائهم إمكان إسقاط الدولة .
ويكون السؤال ماذا حدث لهذا التقرير، وهل تاه بين الأجهزة، أم قابلته دون إصرار عدم توافر الاعتمادات لإفساد حرب البالوعات ؟!
من حسن الحظ أن الاصلاحات تبدأ دائما من الأزمات بعد أن يدفع البعض الثمن، وقد جاء قرار الرئيس السيسى العاجل بتخصيص مليارى جنيه من صندوق تحيا مصر لمواجهة الأزمة ، لإثبات أن فلوس المساهمين فى الصندوق تذهب إلي شعبهم فى مواجهات ملحة ومثمرة !