صلاح منتصر
غضب الرئيس الأميركى وثار خلال الأيام الأخيرة مرتين، إحداهما عندما أطلق أمريكى أسود الرصاص على ضابطى شرطة فى مدينة نيويورك وقتلهما وفى محاولة اللحاق به انتحر..
قال الرئيس أوباما غاضبا: أدين بلا تحفظ مقتل الضابطين فلن يعود رجلان شجاعان هذا المساء إلى أحبابهما وأطلب إلى الناس نبذ العنف.. ولكن ما رأى الرئيس الأمريكى فى مقتل أكثر من 300 ضابط وجندى شرطة هاجمهم الإرهاب فى مصر.. أليس لهؤلاء الشجعان أحباب وأهل وأبناء وزوجات ويقومون بدورهم فى حماية الأمن وليسوا قتلة.. ومع ذلك لا يبدو على السياسة التى تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع مصر أنها تتعاطف معهم!.
ثورة الغضب الثانية من أوباما كانت ومازالت على كوريا الشمالية التى اتهمتها المخابرات الأميركية بأنها تمكنت عن طريق خبراء على درجة عالية من التقنية من التسلل إلى ملفات شركة «سونى» الأمريكية وانتهاك شفرتها السرية وكشف أسرار مهمة جدا للشركة لا يعرفها ـ حتى ـ العاملون فيها مما اعتبره بعض المسئولين الأمريكيين إعلان كوريا حربا إرهابية على أمريكا.. وقد نفت كوريا الاتهامات لكن الأجهزة الأمريكية تؤكد أن العملية جرت بعد أن أنتجت شركة سونى فيلما حفل بالسخرية من «كيم جونج أون» رئيس كوريا الشمالية الذى يصل إلى حد القداسة فى بلاده.
اسم الفيلم «اللقاء» (interview) ويحكى عن طلب صحفيين تليفزيونيين تسجيل لقاء مع الرئيس الكورى فى كوريا وبعد مغامرات ساخرة يحدث لقاء الرئيس الكورى الذى يصافحه الصحفيان ويتضح أن شريطا لاصقا بالسم فى كف أحدهما.. وأنه فور المصافحة تسلل السم إلى الرئيس الكورى وجرى اغتياله.
كان محددا لعرض الفيلم يوم 16 ديسمبر ولكن فجأة أعلنت جميع دور العرض عدم رغبتها فى عرض الفيلم بعد أن تلقت تهديدات قوية جعلتها ترفض المغامرة مما اعتبرته الإدارة الأمريكية استسلاما فى داخل أقوى دولة فى العالم لدولة عدو .. مما لا يجوز ويجب تحدى التهديدات وعرض الفيلم.. والقضية الخطيرة ليست فى الفيلم وإنما فى فضح أسرار شركة «سونى» مما يهدد بانتهاك ما هو أخطر مستقبلا: البنتاجون أو البيت الأبيض!