صلاح منتصر
ـ لولا الثغرة واختلاف رؤية كل منهما في مواجهتها لما انفجر الخلاف المكتوم بين أحمد إسماعيل علي القائد العام وسعد الدين الشاذلي رئيس الأركان. وقد نجحت إسرائيل في اختراق هذه الثغرة بين الجيشين الثاني والثالث والعبور منها إلي غرب القناة، بهدف احتلال الإسماعيلية ثم السويس فلما فشلت تماما في ذلك أصبح الهدف محاولة حصار فرقتين من الجيش الثالث شرق القناة.
وقد زاد حجم القوات التي دفعت بها إسرائيل في الثغرة حتي وصلت إلي 7 لواءات تضم 550 دبابة (من مذكرات أحمد إسماعيل : مشير النصر ).
أنقل عن طرف محايد وهو المشير محمد عبدالغني الجمسي رئيس هيئة العمليات في الحرب، وله كتاب مرجع «مذكرات الجمسي» أن تطور الموقف في الثغرة استدعي حضور الرئيس السادات إلي مقر القيادة وإيفاد الفريق سعد الدين الشاذلي إلي الميدان. وقد عاد الشاذلي مساء يوم 20 أكتوبر بضرورة «سحب» أربعة لواءات مدرعة من الشرق إلي الغرب خلال الـ 24 ساعة التالية للدخول في معركة ضد قوات العدو، وأن ذلك من وجهة نظره لا يؤثر علي كفاءة دفاعاتنا في الشرق »
رفض احمد إسماعيل رأي الشاذلي كما رفضه الجمسي وباقي القادة الذين رأوا استدعاء قوات جديدة تواجه العدو في الثغرة . » وبعد أن استمع السادات لرأي القادة قرر عدم سحب أي قوات من الشرق مع إحتواء قوات العدو في الغرب »
ورغم مرور السنين فإن الشاذلي ظل متمسكا برأيه رغم أن كلمة » الانسحاب » التي كان يريد تنفيذها كانت لها في القوات المسلحة حساسيتها الخاصة وكانت ستؤدي نفسيا إلي ثغرة أوسع كثيرا من الثغرة التي صنعتها إسرائيل .
وبعد هذه السنين فلا أحد ينسي للاثنين جهدهما وإخلاصهما. الشاذلي الذي جعل الجندي وهو يعبر القناة يعرف مقدما تفاصيل العبور الذي دربه عليه عشرات المرات، وأحمد إسماعيل القائد الذي حدد منذ البداية خطة العبور ووضع استراتيجيتها، وقبل ذلك وبعده نجاح السادات في اختيار الاثنين !