صلاح منتصر
قبل أن نعبر صفحة حرب أكتوبر العظيمة فى عيدها الـ 41 أجد لزاما تحية بطل من أبطالها ورجل خدم مصر فى مختلف المواقع التى شغلها وهو الدكتور عبد القادر حاتم الذى عهد إليه الرئيس السادات عام 73 تولى مهام رئاسة الوزارة حتى يتفرغ السادات لإدارة شئون القتال الذى سيخوضه الرجال .
وعبد القادر حاتم من مواليد 1918 السنة التى ولد فيها عبد الناصر ، ففى سبتمبر الماضى بلغ 96 سنة من عمره المديد . وأجمل مافيه بعد هذه السن حالة الرضا التى يعيشها ولا يذكر عن أى واحد من الآلاف الذين إلتقاهم سوى كل خير . ومعظم وقته يمضيه حاليا فى الرسم والقراءة وأعمال الخير والتعلم . فقد حصل على دبلوم الإقتصاد السياسى من لندن وماجستير العلوم الإستراتيجية من كلية أركان الحرب المصرية وماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة والدكتوراه من كلية حقوق القاهرة .
وعبد القادر حاتم هو أول من أنشأ وزارة للإعلام فى الشرق الأوسط ، ووكالة أنباء الشرق الأوسط ، وأقام وأنشأ التلفزيون ، ومدينة السينما، و45 فندقا، والدار القومية للطباعة وكانت تصدر كتابا كل 6 ساعات، وعشر فرق مسرحية كانت تعمل فى وقت واحد جعلت القاهرة أكبر عاصمة للثقافة. وهو الذى قام بحملة لإنقاذ معبد أبو سمبل، وأقام علاقة مع اليابان ساعدت على إقامة دار الأوبرا ومترو الأنفاق وإعادة فتح قناة السويس. وفى فترة إستضاف إحدى اليابانيات وتولى تربيتها فى بيته مع أبنائه، وهى حاليا وزيرة الدفاع اليابانية وكانت فى زيارته مؤخرا لتطمئن على صحته.
وإستعدادا لحرب أكتوبر تولى الدكتور حاتم إعداد الجبهة الداخلية للحرب وخطة الخداع التى شربتها إسرائيل وسجلها فى كتاب يعد مرجعا لها. وقد أهداه السادات قلادة الجمهورية تقديرا لدوره، وكانت ثانى مرة يحصل فيها على هذه القلادة التى تمنح لرؤساء الدول، وكانت المرة الأولى من جمال عبد الناصر فى الستينات.
أما آخر أعماله فى المشوار الطويل الذى خدم فيه مصر فرئاسة المجالس القومية المتخصصة فى أزهى عصورها فعلا، عندما كانت تضم كبار العقول المصرية وقدموا معه خلاصة خبرتهم فى مختلف القضايا.