صلاح منتصر
اعترفت الصين بأنها أخطأت فى الوسيلة التى قررتها منذ 35 سنة لتحديد عدد سكانها الذين وصلوا حاليا مليارا و300 مليون . كانت الصين قد بدأت عام 1980 تطبيق نظام عرف باسم «نظام الطفل الواحد» يسمح للزوجين بإنجاب طفل واحد يمكن أن يزيد إلى طفلين إذا كان المولود الأول أنثى، ومخالفة ذلك يعرض الصينى لعقوبات مشددة منها الغرامة المالية وحرمان الطفل الزائد من أى مساعدة تقدمها الدولة فى التعليم أو الصحة، وغير ذلك تعقيم الزوجين حتى يحرما من أى إنجاب .
ولأن الصينى يضع اعتبارا خاصا للذكر، وفى عصر تطور فيه العلم وأصبح سهلا معرفة نوع الجنين مسبقا ، فقد أصبح معتادا لجوء الصينية التى تكتشف أن فى رحمها أنثى، إلى الإجهاض إنتظارا للذكر .
فى الاجتماع الأخير للحزب الشيوعى الصينى الذى مازال يسيطر على الأمور السياسية تاركا للشعب حرية التصرف فى الأمور الاقتصادية على أساس قاعدة «ملكش دعوة بالسياسة خالص»، وجد الصينيون أن «نظام الطفل الواحد» أضر الصين . فقد زاد عدد الذكور على الإناث مما أشعل فاتورة الزواج ، وفى الوقت نفسه زاد عدد كبار السن الذين تجاوزوا سن السبعين وأصبح معدل الزيادة بينهم يفوق عدد الشبان مما أثر على الإقتصاد الصينى الذى يشغل الشباب فيه قاطرة التنمية. والواقع أن الصينيين بنظام الطفل الواحد أخلوا بالنظام المحكم الذى وضعه الله لتحقيق التوازن المستمر بين عدد الذكور وعدد الإناث فى كل دولة ، فجعل عدد الذكور يزيد تقريبا بنسبة 1% على الإناث لتعويض وفيات الذكور الأكثر عددا بسبب تجنيد الذكور فى الحروب ، ومجالات العمل الأشق والأخطر التى يعمل فيها الذكور مما يؤدى إلى انخفاض متوسط عمر الرجل عن المرأة . وهكذا فإن الحزب الشيوعى الصينى قرر إلغاء نظام الطفل الواحد والسماح لكل زوجين بإنجاب طفلين اثنين .
ومعنى هذا أن النظام الصينى مازال يقوم على «تحديد النسل» بينما الدعوة فى مصر لمواجهة المشكلة السكانية الخطيرة التى تهددنا أساسها «تنظيم النسل» وبين التنظيم والتحديد فرق كبير قد يكون موضوعا لحديث آخر .