صلاح منتصر
عن سجون السعودية قرأت فى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ( عدد الاثنين 2مارس) تقريرا كتبه مراسل الصحيفة فى الرياض «كيفين سوليفان» يجعل أسرة أى مسجون تتمنى أن يمضى ابنها فترة عقوبته فى السعودية !
ففى سجن «الحائر» الذى كان المراسل الأمريكى أول صحفى يزوره والذى يعتبر أحد السجون الخمسة الرئيسية شديدة الحراسة فى السعودية، ويبعد نحو 30 كيلومترا عن الرياض، ويضم 1100 سجين شديدي الخطورة ادينوا فى جرائم إرهاب ، توجد 38 زنزانة خاصة تحوى كل منها سريرا كبيرا وثلاجة وتليفزيونا وحماما نظيفا به دش ( مياه باردة وساخنة ) ليمضى المسجون مع زوجته فى هذه الزنزانة مابين ثلاث وخمس ساعات مرة كل شهر . اما المسجونون الذين يسلكون سلوكا حسنا فيكافأون بالاقامة فى « فندق خاص» داخل السجن به 18 جناحا لا تقتصر الاقامة فيه على المسجون وزوجته بل ومعه اولاده ووالداه إن أراد !
ويصف المراسل الأمريكى السجادة الحمراء على طريقة مهرجانات السينما الممتدة داخل السجن، ويضيف أن سياسة السجن ليست فقط رعاية المسجون وتأهيله لما بعد تمضية العقوبة، بل أهم من ذلك - حسب ما يستوجب الإسلام الصحيح - رعاية اسرته طوال مدة العقوبة حتى لا تتشرد، وصرف مايمكن أن يكون راتبا شهريا لتنفق منه على الايجار وتعليم الأبناء واحتياجات الأكل ، إضافة لتحمل إدارة السجن تكاليف سفر أسرة السجين عند زيارته حتى الذين خارج السعودية ، بالإضافة إلى السماح للمسجون ( فيما عدا الذي حكم عليه بالاعدام ) بالخروج للمشاركة فى مناسبات الزواج أو الوفاة التى تحدث لأسرته ، مع منحه مكافأة عشرة آلاف ريال لزوم شراء هدية العروس فى الافراح .
ولكن لا يخلو الأمر كما يقول محرر الصحيفة الأمريكية من إثارة بعض المنظمات الحقوقية اعمال عنف يتعرض لها بعض المسجونين ، وإن كان الأمر الذى لا خلاف عليه أنه رغم عمليات التاهيل ودورات التدريب التى يعد لها المسجونون ، فعشرون فى المئة على الأقل يعودون بعد خروجهم إلى ممارسة الإرهاب ، ربما للعودة إلى حياة السجن خمس نجوم، وهذا التعليق الأخير من عندى !