صلاح منتصر
فى أربع سنوات قمنا بثورتين، وأقلنا رئيسين، وأصدرنا دستورين، وثرنا على الجماعة التى أرادت سرقة ثورتنا ووطنيتنا ووحدتنا،
وواجهنا عمليات ارهاب لا حصر لها ودعنا بسببها مئات الشهداء والضحايا، وقدمنا للمحاكمة تقريبا كل قيادات ورموز حكم مبارك، وبعد ذلك حكم مرسى ، ولم يتبق فى السجون من عصر مبارك سوى عدد أقل من أصابع اليد الواحدة ، ومنهم من خرج من السجن «وكأن شيئا لم يكن» وكان أسبق الجميع إلى ترشيح نفسه فى البرلمان الجديد!
مازلت أذكر الفرحة التى غطت وجوه الملايين ليلة الحادى عشر من فبراير قبل أربع سنوات، وكيف تحول ميدان التحرير فى هذه الليلة إلى مهرجان للأمل.. أذكر الخيام الصغيرة المبعثرة فى الميدان التى تحولت إلى فنادق للذين اختاروا ترك بيوتهم ونذروا أنفسهم للحرب ضد مبارك.. أذكر كيف قام الشباب بتنظيم المرور فى الميدان فى هذه الليلة.. إلى اليمين طريق العائلات، وإلى اليسار للرجال والشباب.. ونتيجة لذلك لم يقع حادث واحد.. أذكر عناق أفراد الشعب للجنود فوق الدبابات وآلاف الصور التى سجلت للأولاد والبنات على ظهور الدبابات التى نزلت الميادين والشوارع لتخيف الناس!
ما حدث لمبارك ليس بسيطا أو سهلا.. فبعد 36 سنة سلطة وفخامة وأمرك ياريس وقصر تمليك بحجم كل مصر ، أصبح إنسانا عاديا أقل حرية وتنقلا من أى شخص بسيط يسكن فى شقة تأجير.. ورغم كل الأبهة التى كان يمرح فيها إلا أنه لا تدخل الدماغ حكاية «الاستراحة الخاصة السرية» التى أقيمت له فى مبنى التليفزيون بأوامر من وزير الإعلام الأسبق أنس الفقى.. طب إزاى وليه ؟ هل مبارك قرر العمل بالتليفزيون وبطولة أحد المسلسلات فأقاموا له استراحة ليأخذ راحته فيها بين التصوير.. حتى الخطب التى كان يوجهها للشعب كانت تسجل من استوديو كامل فى قصر الرئاسة وبالتالى لم يزر التليفزيون منذ سنوات.. أحد أمرين : إما أن حكاية الاستراحة مضروبة من أساسها، وإما أن الاستراحة خاصة بشخص آخر ومسحوها فى مبارك!