صلاح منتصر
كل مشروع مثل العاصمة الادارية التي ستقام شرق القاهرة علي مسافة 45 كيلومترا لابد ان يجد معارضيه، ولكن لأن الاتفاق علي إقامة المدينة قد تم مع شركة «كابيتال سيتي»
وتبين أنه خلال الشهور الماضية وفي هدوء ودون إعلان جري وضع تفاصيل المدينة بما فيها من طرق ودورعبادة ومدارس وجامعات وفنادق ومستشفيات ومطار دولي... إلخ، ولم يعد الحديث عن تفاصيل المشروع وإنما عن اختصار الفترة التي ستنتهي فيها الشركة الاماراتية من تنفيذه. أقول في ضوء ذلك فإن مايهمنا تأكيده هو أولا ربط المدينة الإدارية بالقاهرة بطرق ومواصلات سهلة وعامة، ولا نقع في خطأ هو مدينة أكتوبر التي لا يربطها بالقاهرة وسيلة مواصلات عامة واحدة ، وكان ذلك جريمة تخطيطية نعانيها يوميا، وثانيا وهو ما يحتاج مناقشة أوسع استيعاب المدينة الجديدة احتياجات المستقبل وتطوره. غير ذلك أمامنا حوار لم يبدأ بعد حول القاهرة القديمة وماذا سنفعل بوسطها عندما يتم تفريغها من الوزارات والمصالح والسفارات التي تشغلها.
وإذا كنا نطلب أن تنتهي المرحلة الاولي للعاصمة الادارية في فترة سبع سنوات، بل وهناك من يرجو أن تكون خمس سنوات، فيجب الا ننسي أن هذا يلزمنا بأن نبدا من اليوم في التفكير في خطة المناطق التي ستخلو وخريطة تخطيطها، وهل ستسلم الاراضي لأصحابها كل يستغلها بالطريقة التي يراها ام سيكون هناك تخطيط قومي يخضع له الجميع في اطار تنسيق عمراني وشكل جمالي.
وهي مهمة لا تقل إن لم تكن أصعب من مشروع بناء العاصمة الادارية سواء من حيث حصرالمباني التي ستخلو أوالتخطيط المتصور لها، وحتي لا يفاجئنا الوقت ويكون العمل وفقا لأسس تخطيطية سليمة، فقد يكون ضروريا إنشاء لجنة قومية تختص بتطوير وتخطيط القاهرة القديمة. لجنة تحدد ماذا يجب أن تكون عليه الأراضي التي ستخلو وفق المصلحة العامة والرؤية المعمارية، وألا ستكون النتيجة أن نفرح بالقاهرة الادارية الجديدة، ونسلم القاهرة التاريخية للعشوائيات ومزاج كل صاحب أرض يسعي إلي استغلال كل متر بصرف النظر عن اي اعتبار!