صلاح منتصر
ـ فى مثل هذا اليوم 2 نوفمبر 1968 من 46 سنة وكان يوافق يوم سبت انتقل الأهرام إلى مبناه الحالى فى شارع الجلاء. وفى حديث مع الأستاذ هيكل جرى مؤخرا قال لى إن الصعوبة كانت فى استكمال صدور عدد السبت من المبنى القديم فى شارع مظلوم وبدء صدور عدد الأحد من المبنى الجديد فى شارع الجلاء، مما اقتضى خلال ساعات الليل 220 عملية نقل لتفريغ المبنى القديم من كل مايستدعى نقله .
لم يكن المبنى القديم الذى كان من طابقين وليس فى جميع غرفه سوى ثلاثة أجهزة تكييف شباك ويتناول المحررون سندوتشاتهم على المكاتب وفنجان الشاى أو القهوة يصل إليهم أينما كانوا، يختلف كثيرا عن مساكن العشوائيات بالمقارنة بالأهرام الجديد. ولذلك تم فى الشهر الأخير قبل الانتقال تنظيم عدد من الرحلات السياحية للمحررين للتعرف على القصر الجديد الذى سينتقلون إليه والذى يمثل كوكبا آخر بالنسبة للقديم، سواء من حيث النظافة والنظام والتكنولوجيا أو التكييف المركزى فى طوابقه الـ 14، وصالة التحرير الواسعة التى تجمع بين المكاتب البيضاء والكراسى الحمراء والتليفونات التى لا رنين لها بل تعمل بالإضاءة والكافيتريا التى يقتصر فيها تناول المشروبات والمأكولات
ولهذا كان من أهم ماتسلمه كل عامل كتيب يحدد مكانه، وقد نابنى الغرفة 435 مع الزميلين محمد مصطفى البرادعى وفهمى هويدى أطال الله عمرهما. كما تضمن الكتيب تعليمات استخدام المبنى ومنها: لا تستشعر القيود التى لا وجود لها فى النتائج التى يجب أن تكفلها التنظيمات. المبنى الجديد طابعه البساطة والجمال لهذا تحظر المعلقات على الجدران والملصقات على المكاتب والإضافات على الأثاث. المرجو من الزميلات تجنب استعمال الكعوب المعدنية لأنها تضر الأرضيات القنالتكس. المكالمات التليفونية الشخصية عبء وكل إسراف فى هذه المكالمات ينعكس بالضرر على مصلحة العمل. أموال الأهرام أموالك فراع الاقتصاد فى كل مجالات استهلاكك. لا تلق بأعقاب السجائر إلا فى الطفايات المنتشرة فى الممرات. السعاة لا يغادرون أدوارهم والمهام الخارجية تناط بالبريد وحده. المقاصف جهزت لخدمتك لهذا يحظر حظرا تاما إحضار المأكولات أو إيداعها أدراج مكتبك. وإلى الغد ..