هل يصمد الاتفاق المُلغَّم

هل يصمد الاتفاق المُلغَّم؟!

هل يصمد الاتفاق المُلغَّم؟!

 العرب اليوم -

هل يصمد الاتفاق المُلغَّم

بقلم : د. وحيد عبدالمجيد

 إذا نجح «الغموض البنَّاء» مرة، فهو يفشل فى الثانية. ومع ذلك يلجأ إليه بعض الوسطاء سعيًا إلى حل أزمة تستعصى عليهم. ولهذا مازالت اعتداءات الجيش الصهيونى مستمرة بعد مضى نحو عشرة أيام على إعلان وقف إطلاق النار فى لبنان، وإن قلت كثيرًا مقارنة بما كان قبل 27 نوفمبر. فالسمة الأساسية لهذا الاتفاق المُلغَّم أن فيه ما يسمح لكل من طرفيه بادعاء أنه انتصر.

ولا يقتصر الغموض على بنود الاتفاق، بل يمتد إلى عنوانه «إعلان اتفاق وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى رقم 1701». فهو، إذن، إعلان وليس اتفاقًا، ولكنه فى الوقت نفسه إعلان عن اتفاق غير موقع. فلا يحمل هذا الإعلان توقيع الدولتين اللتين أصدرتاه، ولا لبنان والكيان الإسرائيلى. وهذا ما تحاول الديباجة أن توضحه: «تفهم الولايات المتحدة وفرنسا أن لبنان وإسرائيل يسعيان إلى تحقيق هدنة مستدامة للتصعيد الحالى للأعمال العدائية عبر الخط الأزرق. وتتضمن التفاهمات التى تم التوصل إليها الخطوات التى يلتزم بها كل من إسرائيل ولبنان لتنفيذ القرار 1701 بصورة كاملة».

وفى بنود الاتفاق ما يتيح للكيان الإسرائيلى أن يواصل إطلاق النار متذرعًا بأن ما يقوم به منذ دخول الإعلان حيز التنفيذ عمليات دفاعية وليست هجومية لمنع حزب الله من إعادة بناء قدراته. ويجد فى البند الرابع ما يكمل به ذريعته إذ ينص على أن الالتزامات الواردة فى الإعلان لا تمس «حق إسرائيل ولبنان الأصيل فى الدفاع عن النفس». وهذا نص لا لزوم له، لأن معناه مفهوم بذاته، ولكنه وُضع لتعويض الكيان الإسرائيلى عن طلبه النص على أن لديه حرية حركة عسكرية فى لبنان لمواجهة الأخطار التى يزعم أنها تهدده. ومن أكثر النقاط غموضًا فى الإعلان ما يتعلق بمسألة مراقبة تنفيذه، إذ لا يوضح طريقة عمل لجنة المراقبة.

وهكذا يبدو أن الغموض فى بعض جوانب هذا الإعلان المُلغم هدَّامُ وليس بناءً، الأمر الذى قد يجعله فى حاجة إلى معجزة لكى يصمد ويُحقّّق ما اسماها مُعدوه «نهاية مستدامة للتصعيد».

arabstoday

GMT 04:14 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

الحقول النفطية في الضفة وغزة

GMT 04:12 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

التنظيمات المسلحة بلا سلاح

GMT 04:09 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

زيارة إلى جامعة دمياط الجديدة

GMT 04:06 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

«نمبر وان»

GMT 04:03 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

حقائق وهواجس!

GMT 04:00 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

التحرش بالحلف والاتحاد

GMT 03:58 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

الرد الأوروبي

GMT 03:56 2025 الثلاثاء ,04 آذار/ مارس

السُّعَار الإسرائيلى تجاه مصر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يصمد الاتفاق المُلغَّم هل يصمد الاتفاق المُلغَّم



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 18:56 2025 الأحد ,02 آذار/ مارس

أسعار النفط تسجل 3% خسارة شهرية

GMT 00:25 2025 الإثنين ,03 آذار/ مارس

إضراب عمال مطار ميونيخ يشل حركة الطيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab