بقلم:د. وحيد عبدالمجيد
فى تاريخ الصحفيين المصريين ونقابتهم أحداث تاريخية من بينها مؤتمراتهم العامة التى عُقدت خمس مرات فقط طوال 83 عاماً. ويأتى مؤتمرهم السادس، الذى يُفتح مساء السبت المقبل، فى لحظة بالغة الدقة تتطلب حضور أكبر عدد ممكن منهم لمناقشة الأخطار التى تواجه الصحافة كمهنة وصناعة. تحديات غير مسبوقة أمام صناعة الصحافة فى ظل التطور المتسارع للتكنولوجيا الرقمية، وأخرى تمثل خطراً على المهنة والعاملين بها. تحديات اقتصادية وتمويلية وتشريعية تجعل هذا المؤتمر فرصة لإنقاذ تشتد الحاجة إليه عبر إصلاحات ضرورية لا تحتمل تأخيراً. ولهذا استغرق الإعداد للمؤتمر عدة شهور أُجريت خلالها نقاشات متنوعة فى إطار اللجان التحضيرية الثلاث التى يختص كل منها بأحد المحاور الأكثر أهمية اليوم، وهى مستقبل الصحافة كصناعة، واقتصادياتها، وحريتها والتشريعات المتعلقة بها. وقُصد بهذا التقسيم تنظيم الأعمال التحضيرية ليس إلا، لأن المحاور الثلاثة مترابطة ومتداخلة ومتكاملة، ويؤثر كل منها فى الآخر ويتأثر به، لأن الصحافة منظومة واحدة غير قابلة للتجزئة. ليس برنامج المؤتمر الذى سيستمر يومى الأحد والاثنين المقبلين، إلا محصلة هذه النقاشات التى حددنا من خلالها القضايا التى يتعين وضعها فى صدارة اهتماماتنا فى هذه اللحظة الصعبة. ستكون هذه القضايا حاضرة فى 19 ندوة ومائدة مستديرة يتحدث فيها أكثر من مائة من الصحفيين والأكاديميين والخبراء، يمثلون مختلف المدارس الصحفية والاتجاهات الفكرية المتعددة الموجودة فى النقابة.ستكون القضايا المتعلقة بحرية الصحافة والصحفيين، وتحديات الإصلاح الإدارى وبيئة العمل، ومستقبل الصحافة فى عصر الذكاء الاصطناعى، ووسائل تحسين أجور الصحفيين وأوضاعهم المالية والمعيشية، والمحتوى الصحفى المأمول تطويره والارتقاء به، وتمويل الصحف وسُبل زيادة إيراداتها، ورؤى جديدة لحرية الإصدار والنشر، وأزمة الصحف الخاصة والحزبية المتوقفة، كلها مطروحة للنقاش يوم الأحد 15 ديسمبر. وسيكون اليوم التالى حافلاً بقضايا مثل مستقبل الصحافة فى ظل تعدد الوسائط، ومنظومة القيد فى نقابة الصحفيين، وتحديات التدريب الصحفى، ومشاكل التوزيع والتسويق، وكيفية زيادة موارد النقابة، وميثاق الشرف الصحفى وغيرها. والمتوقع أن تكون النقاشات ثرية.
ولكن ما سيجعلها كذلك هو حضور أكبر عدد من الصحفيين ومشاركتهتم فيها.