بقلم : د. وحيد عبدالمجيد
يبدو أن العلاقات بين كييف وواشنطن لم تصل إلى طريق مسدود رغم أن الرئيس الأوكرانى زيلينسكى يناور لتجنب الاعتذار المباشر الذى يريده ترامب. ومع ذلك يصح أن يؤخذ ما يُردد فى واشنطن عن الحاجة إلى قيادة أوكرانية جديدة مأخذ الجد. لا يقتصر حديث استبدال الرئيس الأوكرانى على بعض وسائل الإعلام. مستشار الأمن القومى الأمريكى مايك والتس أشار إلى الحاجة لقيادة جديدة فى أوكرانيا. وقال، خلال مقابلة معه على شبكة «سى.إن.إن» قبل أيام ما معناه إنه إذا تبين أن دوافع زيلينسكى الشخصية والسياسية تتعارض مع إنهاء الحرب، ستكون لدينا مشكلة حقيقية، وسنحتاج إلى زعيم يمكنه التعامل معنا ومع الروس لإنجاز المهمة. وحتى إن فُتِح الطريق بين واشنطن وكييف, قد لا يستطيع زيلينسكى المضى فيه إلى نهايته التى يريدها ترامب وقبول صيغة للسلام تُشمً فيها رائحة الاستسلام.
ولذا فالسؤال هنا هو عن طريقة استبدال زيلينسكى فى حالة تأكد إدارة ترامب من أنه لن يمضى معها فى الاتجاه الذى تريده. لا يمكن إجراء انتخابات فى أوكرانيا مادامت حالة الطوارئ التى فُرضت منذ نشوب الحرب مستمرة. فقد أُجلت الانتخابات الرئاسية حين حل موعدها فى مارس 2024 بسبب تعذر إجرائها فى ظل حالة طوارئ. ويصعب تصور إنهاء هذه الحالة فيما الحرب متواصلة.
كما أن حدوث تمرد داخلى فى الوقت الذى تواجه البلاد تهديدًا خطيرًا وتنخرط فى حرب مدمرة صعب بدوره. إسراع قائد الجيش الأوكرانى أوليكساندر سيرسكى إلى إعلان دعمه للرئيس زيلينسكى عقب المشادة الكلامية التى حدثت فى البيت الأبيض يدفع إلى استبعاد احتمال أن يكون هذا التمرد عسكريًا. أما وقوع تمرد مدنى فى صورة هجمة أو انتفاضة شعبية فهو مستبعد بدوره، إن لم يكن لأن المصلحة الوطنية تتطلب المحافظة على التماسك الداخلى، فلأن حالة الطوارئ تتيح استخدام قوة مفرطة ضد أى تمرد إن حدث.
ولذا يبدو أن استبدال زيلينسكى, حسب المعطيات الراهنة القابلة للتغير, سيكون مرهونًا باستعداده للتنحى إذا كان من نوع القادة الذين ينسحبون إذا اقتنعوا بأنهم فشلوا أو ارتكبوا أخطاء جسيمة.